الثلاثاء، 18 مارس 2014

أغلبية السعوديين حذرون من mbc

أغلبية السعوديين حذرون من mbc
06-04-1435 06:21

موقع المثقف الجديد - ماجد الخزيم:

(mbc) و(العربية) قناتان لا تضمران احتراما لمبادئ الإسلام وإن كانتا تحاذران أحيانا المساس بجوانب قد تسبب لهما مشاكل قانونية ,و تحاولان عبر برامج باردة أن تظهرا علاقة طيبة بالإسلام .

كما أنهما ليستا بماديتين كما يعتقد البعض خاصة mbc صاحبة الإعلانات الضخمة ,حيث التكلفة أكبر مما يتوقع المشاهد .أما قناة العربية فلا يشك عارف بالإعلام أنها ليست تجارية قطعا ,وأنها لن تستطيع أن تعمل بلا تمويل ضخم كونها قناة اخبارية مكلفة بصورة كبيرة ,على معتاد القنوات الإخبارية أنها ليست تجارية .
وبالرجوع للmbc فإننا أيضا نجد أن كمية قنواتها وضخامة برامجها لا يمكن أن تغطيها الإعلانات ,وإن كثرت وأهل التخصص يدركون هذا ! فمن الذي يمولها إذن ؟ وهل يمكن أن يكون التمويل بلا أهداف؟ !

ما أريد قوله هنا أن هذه القنوات ليست بريئة ,بل إنني ممن يجزم بأنه لا توجد قناة بلا هدف وإن كانت تطمح لجمع المال حيث إنها قناة ذات أديولوجيا شديدة الحدية والإندفاع تتمتع بذكاء ومكر وخطة محكمة نحو التغيير يساعدها في هذا الدعم الضخم المتواصل المادي والمعنوي.

وبالرجوع لتاريخ هذه القناة ومراحل تطورها نجد أنها بدأت جريئة في طرح البرامج المخالفة لقيم المجتمع ولكنها كانت أقرب إلى الحذر من الجرأة التي وصلت إليها اليوم بمعنى أن جرأتها أخذت عدة مراحل , مرحلة جس النبض ومرحلة التدرج في النقد للواقع المحافظ وبث البرامج التي تضرب الشكل المحافظ وجوهره , ثم مرحلة العداء الصريح لكل ما هو التزام سني وبث الشبهات.

أما المرحلة الأولى فقد كانت مؤثرة لخروجها عن المألوف وقوة الحضور الإعلامي غير أنها كانت متسمة بمرعاه ردة فعل المجتمع المحافظ وخاصة رموزه إلى حد ما.

أما المرحلة الثانية والتي سمتها عرض برامج لا تحترم القيم المجتمعية المستمدة من الإسلام ,فكان بعضها ذا نقد صريح وواضح للملتزم السني بالذات وتسفيه رأيه والسخرية منه واستخدام المؤثرات الموسيقية والدرامية والحركية لجعله في صورة مشوهة كما كان بعضها نقدا ضمنيا عبر عرض حوارات ومسلسلات ,هدفها طرح قيم جديدة مخالفة لقيم المجتمع المسلم.

وقد اتسمت المرحلتان بطغيان الشهوات المحرمة وتزيين طرق الرذيلة ,فكانت مسلسلاتها لا تخلو من إبراز العلاقات المحرمة والخمور والحفلات الصاخبة بشكل ملفت ومشوق ,بل تعدى هذا مسلسلاتها إلى إعلاناتها التي لا تراعي الذوق ولا السن !

هاتان المرحلتان تقومان بعملية تدرج يوصف بتزيين الرذيلة وتقديمها بقالب فاخر من خلال الذكاء الإعلامي الذي يقوم على قوة الصوت والصورة وعرض الفكرة والمؤثرات الأخرى .

كان الرفض وما زال موجودا رغم جماهيرية هذه القناة ، الرفض حتى من جماهيرها كلاً أو بعضا ,وهذا ربما كان محبطا لأصحاب المشروع.

الرفض هنا يتمثل في جماهيرها باعتبار ما تعرضه ممتعا على الأغلب لكنه مرفوض من حيث الفكرة , فحالهم معها كحال متعاطي الخمرة تسكره ويدمن عليها ولكنه يظل رافضا لها محذرا منها خجلا من تعاطيها يخاف على مجتمعه منها.

والعجيب أنه وبالرغم من تأثير القناة الشكلي وأحيانا الفكري على البعض إلا أن خطاب الصحوة والذي يفتقد للدعم الإعلامي الجذاب ما زال صاحب نفوذ في قلوب الجماهير على الاغلب.

نعم لقد نجحت mbc في عنصر الإبهارإلا أنها رغم كل هذا المشوار المنهك لم تستطع تغيير الجوهر.. القناعات الداخلية.

يثبت هذا واقع الناس بل وشبكات التواصل الاجتماعية الجديدة كالفيس بوك وتويتر واليوتيوب والذي تجمهر فيها الناس ملايين وألوف من كل فج وبكل احترام وتقدير عند رموز الصحوة متابعين بل ومشجعين ومتداولين لما يقولون به! حتى إن متابعي mbc اليوم في تويتر أقل من نصف عدد متابعي عائض القرني مثلا !

إذن , لا تغيير يذكر على مستوى القناعات الجوهرية!

فهل فشلت mbc في مشروعها؟ ! ربما.. لكن الشيء الذي أجزم به أنها باتت أكثر قناعة أن الشهوات وإن كانت مدمرة لن تحقق الهدف الأكبر من التغيير في القيم والعقائد ,وأن متلقيها أكثر ذكاء أو أكثر غباء! فجاء التحول الجديد والذي مضى عليه سنوات في مرحلته الثالثة من خلال زيادة المنتج الشهواني والتصريح بطرح الشبهات والطعن في الرموز والمبادئ الإسلامية .

وقد كان من ضمن وسائله على سبيل المثال تصوير المسلم السني الملتزم بصورة الإرهابي والغبي والمتخلف ,وذلك من خلال المسلسلات أو البرامج الحوارية والذي كان من أشهرها مسلسل طاش ما طاش الذي بدأ فكاهيا اجتماعيا , ثم تحول لبرنامج مؤدلج و كذلك برنامج صناعة الموت على (العربية) والذي خصص فقط لنقد متشددي السنة المرفوضين أساسا من رموز السنة والسواد الأعظم من الجماهير المؤمنة , فكرست جهدها في تشويه السنة وإظهارهم بشكل قبيح على أنهم إرهابيون ومجرمون في ذات الوقت الذي تقوم فيه مليشيات طائفية بذبح السنة وقتلهم وتهجيرهم بدعوى الثأر والمظلومية !! متعامية عن قتل العلماء والأطفال والشيوخ واغتصاب النساء , حتى إن هذه المجموعة التلفزيونية كانت تروج لدعايات تشجب الإرهاب ولكن بصورة السني , أي أنها كانت تحصر الإرهاب في السنة فقط بينما لا تلتفت لأطفال السنة الذين مزقتهم مليشيات الحقد!

وهذا لم يكن خافيا ولكن البعض تجاهله أو لم يستوعبه , نعم كلنا ضد الإرهاب ولكن الإرهاب أيضا لا دين له , إن قتلى الإرهاب في العالم أعظمه على يد غير الغلاة من السنة فالسنة لم يلقوا بهروشيما ولم يقوموا بمذابح ولا اغتصابات ولم يستعمروا بلدا .. لقد كان خطاب هذه القنوات صريحا في تشويه السنة مضمنا ببعض الشبه التي تشكك المؤمن في إيمانه ببعض القضايا بالترويج للإسلام الجديد . وامتد هذا الطرح عبر إبراز شخصيات لبرالية متعصبة وشخصيات متحاملة وشيعية تطعن في الرموز وتثير الشبه الخبيثة . وربما من أبرز ملامح هذه المرحلة اتحاد اللبرالية الإقصائية مع الشيعة العدائية مع فكر الارجاء في الهدف والذي يكمن في إسقاط رموز الصحوة الذين يتلقى الناس منهم دينهم. وقد كان هذا واضحا من خلال البرامج الكوميدية والحوارية والأخبارية.

لقد اتسمت المرحلة الثالثة بالخطاب الصريح الطاعن في الإسلام السني بالإضافة إلى زيادة الجرأة في طرح المحرم ومن ذلك عرضها للخيانة الزوجية بشكل جميل عبر مسلسل (العشق الممنوع )! ,وكذلك تشويهها الصريح للدعاة الفاعلين في المجتمع .. وعدم نقدها لأي مذهب آخر غير السنة رغم أن لدى الشيعة من الخرافات ما يمكن أن يكون كوميديا بدون أي إضافات أو تزوير ولديهم من الخطاب الصريح في الدعوة للإرهاب مالا تحمله الشبكة العنكبوتية !

ولست هنا أدعوها أو أتمنى أن تتحول لقناة تهاجم المذاهب ولكن من حقي أن أسأل لماذا السنة فقط هم محل سخريتها وعداوتها !؟ لماذا وهي القناة التي تصنف على أنها قناة سعودية تحارب السعوديين وتشوه صورتهم وتحاول دائما إلصاق التهم بهم ؟

غالب الشعب السعودي سني وسطي ,بل ورافض للشرذمة القليلة من أبنائه الغلاة فلماذا تتجاهل هذه المجموعة صوت وصورة الكثرة الوسطية ,وتحاول جاهدة أن تجعل من القلة هم الأساس ؟ أين انتماؤها الوطني ؟ هل يتلخص هذا في نقل الرقص الفوضوي في شوارع الرياض أيام الاحتفالات الوطنية ؟ أم في البرامج الرياضية والأخبار الشاذة ؟ لماذا لا تعكس صورة التسامح والمحبة والتعايش واللحمة الوطنية في السعودية وروح الوئام والسلام ؟ لماذا تقف مع الأعداء ضد الوطن ؟ أليس من حق الوطن عليها أن تدافع عنه وتحسن صورته؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق