الثلاثاء، 18 مارس 2014

دريد لحام . . . غوار الشبيحة

دريد لحام . . . غوار الشبيحة
07-06-1433 11:17

محمد عبد الله الهويمل :

أكتب عن دريد لحام بعد سنوات من مراودة نفسي الأمّارة بالخير والكرامة. أكتب عن جماعة من الخبثاء تنادوا ,والتقوا في جسد ,يتصدره شنب بعثي ونضارة ليست عن الفطرة.
(غوّار) هو لقبه الفني ,ولازمه في نجاحه وفشله ,ما يشي بحالة من الإلحاح تستبد بهذه الشخصية ,أو هو غرور يلتزم حضوره في أي عمل فني ,فنجد اسم غوار أو دريد ينتصب جزءاً من عنوان هذا العمل أشبه بتهميش الآخرين ,فضلاً عن انتهازيته الرخيصة. وقد سمعت مباشرة من المسرحي الماغوط ما يؤكد هذه الانتهازية.

(الطوشة) لعب دوراً خطيراً منذ الستينات حتى الآن, أي مع صعود نجم البعث واستئثار حافظ وحزبه والعلويين بالحكم ,وكان دريد آنئذ يؤدي نشاطاً فنياً ساخراً مثل (ملح وسكر) و(صح النوم) وبعض المشاهد من هنا وهناك خلواً من أي إيحاء سياسي, ولم يكتسب دريد قيمة لدى الجمهور إلا بعد بروز موهبة فذة فريدة شكلت معه ثنائياً ,كان دريد هو المستفيد الوحيد. وهذه الموهبة هي المسرحي الشاعر محمد الماغوط حيث ولج به إلى عوالم متألقة ,وجعل منه وطنياً وقومياً ,بل قائداً لجيل من الفنانين بعد أن كان مبتذلاً ,مشروعه الأكبر الفوز بحب فطوم.

ومن مناخات الابتذال في (صح النوم) وإباحيات (المزيفون) خرج بابتذاله وإباحيته إلى مستوى الطرح النظري لكن دريد لم يكن على مستوى عبقرية الماغوط والمرحلة الشريفة التي تمر بها الأمة .وحين أتحدث عن الماغوط فأعني رجلاً أبقاه النظام السياسي في الظل وربما ظل سقوف المعتقلات ومطاردات البعث, في حين بقي دريد تحت الضوء تجرى له عمليات تلميع للصعود به قدوةً للحالة السورية, لا سيما أن دريد تحقق فيه حظ النجومية ,رغم أن بعض ما يطرحه قد يشاغب نظام حافظ ,ولكنهم حافظوا على دريد لأنه بذل مجهودا جباراً على ترسيخ قيم البعث في الخيارات الإيديولوجية للشعب السوري, إذ التفريط به خطأ استراتيجي لعدة دواع منها: أن نقده شيء من الحالة السياسية يعطي انطباعاً عن جو الحرية التي يدعيها النظام ,ومنها -وبشكل موارب- التأكيد على بشاعة الأمن في التعامل مع المعارض ,وهذا ما يريده الحزب ,ومنها تكثيف الحس الوطني والقومي على حساب الإسلام ولا سيما أن هذا هو مطروح الحزب بوصفه علمانياً ويعلنه صراحةً.

دشن دريد وفرقته إثر هذا مرحلة الإصلاح السياسي التي تصاعدت في زمن اليسار الاشتراكي والقومي ,فكانت مسرحية (غربة) دعوة لاعتناق الاشتراكية البعثية ,حيث أدى دريد دور الهيمنة الرجعية مرتدياً (غترة وعقالا) ,وأدى شاب نبيل وسيم دور الاشتراكي.
وتطرح مسرحية (كأسك يا وطن) مفهوماً جديداً للشهادة هو الاستشهاد وأنه مشروط بالوطنية على خلاف الشرط النبوي الذي حصرها في إعلاء كلمة الله وفي هذه المناخات الماكرة في هذه المسرحية يظهر المشهد كما يلي: دريد يهاتفه أبوه (الشهيد) من الجنة ويدعوه إلى الشهادة في سبيل (الوطن) حتى يلتحق به فيرد دريد بسخرية من الجنة فيدافع أبوه عن الجنة بأنها تحتوي على شيء لذيذ وجميل إلا أن : (الجنة لا تغني عن الوطن). ويُقابل هذا الاستدراك بعاصفة-ربما مصطنعة- من التصفيق استجابة لهذا الكفر الصراح.

ويواصل دريد خدمته لحافظ وحزبه.. مؤكدا في مسرحية (شقائق النعمان) أن من الأعمال الجليلة إيقاد شمعة في كنيسة.
دريد أخلاط من العقائد المنحرفة عن الإسلام.. (اشتراكية) (بعثية) (إنسانوية) (علمانية) فضلاً عن عقيدته الشيعية وإن كنت لا أتهمها صراحة ببعثيته وانحرافاته فضلاً عن أن بعض أعماله إباحية.

ويؤدي دريد الآن المرحلة الثالثة من انحرافاته وهي المرحلة الدموية الشبيحية حيث انضجت المراحل الأولى ضد الإسلام أكبر مرحلة يختم بها دريد حياته, أوربما هي رد الجميل لحزب صعد بكفره وإباحيته إلى مبلغ النجومية المطلقة ,وجعل منه ما لم يكن يحلم به غوار نوماً ولا يقظةً .ولا زال هذا الإلحادي يمارس فواحشه العقدية لمصلحة بشار.. يقول في قناة OTV: (إننا أهلكنا رب العالمين بكثرة دعائنا) وهذه العبارة الكفرية نشاط لغوي طبيعي يجري علي لسانه ولسان الأيديولوجيا التي ينشط داخلها ,إضافة إلى دفاعه المستميت عن الشبيحة و(بطولاتهم) ضد (المؤامرة).
إن الاعتداء على الله بلفظ كهذا بات دارجاً ,وعبارة عامية لدى البعثيين والشبيحة من مثل (يلعن ...) التي تجري في غرف التحقيق ضد المعارضين.
دريد تورط بمجده ,ولم يعد في وسعه النزول عنه ,لأنه تحول ممن مجد إلى مسؤولية بعثية .ورغم الطرح الإنسانوي (الإخوة الإنسانية) التي حاول دريد إحلالها بديلاً عن الإسلام إلا أنه سقطت في أول اختبار.

إباحية دريد في الأخلاق والعقائد امتدت إلى إباحيته في الدماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق