الاثنين، 17 مارس 2014

الحسبة السياسية والفكرية

01-02-2012  |  مركز التأصيل للدراسات والبحوث
قد لا نحصل في التاريخ على نماذج مؤسسية للحسبة الفكرية ورجح السبب في عدم وجود ولاية للحسبة الفكرية أنه لم يكن هناك حجر على الفكر ويدل ذلك على أن الإسلام لا يقيم حسبة فكرية على مجرد الاعتقاد لأي فكر خاطئ إنما يقيم الحسبة على إظهاره ونشره ودعوة الناس إليه , ثم ذكر عدة حوادث تاريخية يمكن أن تُعد من الحسبة الفكرية وعلق عليها




كتاب الحسبة السياسية والفكرية
المؤلف : محمد بن شاكر الشريف
من إصدارات سلسلة كتب المركز العربي للدراسات الإنسانية / 2011
عدد الصفحات : 186
== ==
لاشك إن فخر هذه الأمة لم يكن بانتمائها لأصل عرقي ولا لسان عربي ولا لقومية ولا قبلية , فالإسلام لا يعتني كثيرا بكون الإنسان عربيا أو أعجميا , ولا أحمر ولا أسود , فدعوة الإسلام عالمية ولا فضل لأحد على أحد إلا بمدى تقواه والتزامه بدين الله سبحانه .
واستمدت الأمة خيريتها على الأمم من صدق التزامها بفريضة فرضها ربها عليها تضمن لها محاسبتها لنفسها محاسبة ذاتية على كل فعل , فتصوب الصحيح وتدعمه وتواجه الفاسد بكل ما تملكه من قوة لتقومه من اعوجاجه ولتصحح مساره ولترده على جادة الصواب إعمالا لقول الله سبحانه "  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " .
ومن هنا تناول المؤلف في هذا الكتاب قضية " الحسبة " وهي العمل بمقتضى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فوضح أهميتها ودليلها من القرآن والسنة ثم تحديث عن مفهومي الحسبة السياسية والفكرية مع ذكر نماذج توضيحية وعصرية لهما .
وقسمه الكاتب إلى مقدمة تمهيدية وثلاثة فصول وخاتمة .
المقدمة
ذكر فيها المؤلف أن غاية خلق الناس أن يكونوا عبيدا لله سبحانه , ولهذا فإن تعبيد الناس لله هو قطب الرحى الذي تدور حوله الرسالات , وأن الحسبة بالأمر بالمعروف تمثل جانب الربح والحسبة بالنهي عن المنكر تمثل جانب حفظ رأس المال , ويتآزران سويا في الحفاظ على الدين , وبالحسبة السياسية يتم الحفاظ على الدين من الناحية السياسية , والحسبة الفكرية يتم الحفاظ على الدين في الجانب الفكري , ثم تعرض المؤلف لشرح المفردات الثلاثة : الحسبة – السياسة – الفكر لغة واصطلاحا .
الفصل الأول : الأدلة على مشروعية الحسبة السياسية والفكرية
وقسمه إلى عدة مباحث :
المبحث الأول الأدلة من القرآن الكريم على مشروعية الحسبة السياسية والفكرية .
وفيه ذكر الآيات الشريفات التي دلت على وجوب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بادئا بأن القرآن وصف بهذه الفريضة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم جاءت كصفة من صفات المؤمنين والمؤمنات مذكرا بحجب المنافقين والمنافقات عنها بل بفعلهم عكسها تماما فيأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف , ثم جاء وصف الأمة كلها بها وثناء خالقهم عليهم بسببها , ثم جاء الأمر المباشر بها لكل مؤمن , وجاءت كوصية من وصايا الصالحين والأنبياء والمرسلين لأبنائهم ولأتباعهم من بعدهم , وذكر أن عدم وجود تلك الفريضة كان سببا للعن طوائف من بني إسرائيل , وذكر الآيات الدالة على ثواب من قام بها مع ذكر الأثر المترتب على تركها والعقوبة التي عوقب بها أقوام لتركهم العمل بتلك الفريضة فمسخهم الله قردة وخنازير كما في أصحاب السبت .
المبحث الثاني : الأدلة من السنة على مشروعية الحسبة السياسية والفكرية
ذكر الكاتب تنوع السنة النبوية في تقرير فرضية الحسبة , فجاءت مرة بالأمر المباشر ومرة بضرب المثل ومرة عند البيعة وأخرى ببيان عقوبة تركها , كما جاءت أحاديث تتحدث عن المستقبل مع الإشارة بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأحداث الجسام , مع بيان تخصيص للحسبة على ولاة الأمر ,
ثم انتقل للحديث عن حكم الحسبة : فقال أن حكمها الشرعي هو الوجوب الكفائي مع تعيين مواطن تصير فيها الحسبة فرض عين وذكرها .
المبحث الثالث : أقوال أهل العلم وتصرفات السلف الصالح في الدلالة على مشروعية الحسبة السياسية والفكرية .
ذكر الكاتب نماذج من الحسبة السياسية , فقال إن أول من قام بها هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عدة حوادث ذكرها وعلق عليها , ثم ذكر أن خلفاءه الراشدين - رضوان الله عليهم أجمعين - حضوا الرعية على الحسبة عليهم وذكر المواقف وعلق عليها , ثم تحدث عن قيام الصحابة بعد الراشدين بالحسبة على الولاة وذكر المواقف الكثيرة للصحابة والعلماء من بعدهم مع الولاة والأمراء وأيضا ذكر عددا من الكتب التي ألفها العلماء في الحسبة على الحكام والأمراء .
الفصل الثاني : نماذج الحسبة السياسية والفكرية
وقسمه إلى مبحثين يشملان القسمين الأساسيين .
المبحث الأول : نماذج الحسبة السياسية التاريخية .
فتحدث عن إقامة السلطة السياسية , ثم تحدث عن مجال الحسبة السياسية ومهامها من مراقبة الميزانية ومراجعة الاتفاقيات الدولية وعزل رأس النظام - إن فعل ما يستوجب ذلك - والاشتراك في تعيين أعضاء السلطة التنفيذية , ثم تحدث عن أركان الحسبة وشروطها ومراتبها , وتحدث أيضا عن نموذجين وصورتين أساسيتين من صور الحسبة المؤسسية وهما :
-      نموذج أهل الحل والعقد
-      نموذج ولاية المظالم
فتحدث عن أركانهما الأساسية وشروط أعضائهما ووجباتهما وصلاحياتهما المقررة في الشرع , وتحدث عن طريقة عملية لاختيار الخليفة .
المبحث الثاني :نماذج الحسبة الفكرية التاريخية
فقال إنه قد لا نحصل في التاريخ على نماذج مؤسسية للحسبة الفكرية ورجح السبب في عدم وجود ولاية للحسبة الفكرية أنه لم يكن هناك حجر على الفكر ويدل ذلك على أن الإسلام لا يقيم حسبة فكرية على مجرد الاعتقاد لأي فكر خاطئ إنما يقيم الحسبة على إظهاره ونشره ودعوة الناس إليه  , ثم ذكر عدة حوادث تاريخية يمكن أن تُعد من الحسبة الفكرية وعلق عليها .
الفصل الثالث : النماذج لعصرية للحسبة السياسية والفكرية .
أراد أن يضيف قسما لما سبق أن ذكره من أقسام الحسبة السياسية والفكرية المؤسسية , وهذا القسم أسماه بـ " الحسبة الشعبية " أو " الحسبة التطوعية " , فتحدث عن بعض آلياتها مثل :
1-   رفع دعوى الحسبة – الاعتصام  
2-    المظاهرات
3-    الإضراب
4-    العصيان السياسي المدني
5-    إصدار البيانات
6-    استخدام سلاح الفتوى
7-    الخروج على الحاكم
فتحدث عنهم جميعا ذاكرا تعريفهم اللغوي والاصطلاحي مع ذكر لنماذج تاريخية من مواقف العلماء , وأيضا أسباب شرعية لهذه الممارسات ومناقشة أدلتها وضوابطها , مع ذكر عوامل نجاحها في تحقيق أهدافها الشرعية المنضبطة في الاحتساب على ولاة الأمور بنظرة شرعية مبينا ما يُقبل منها شرعا ومالا تسيغه الشريعة المباركة من هذه الممارسات العصرية , وتطرق إلى المحذورات التي ينبغي التفطن لها في استخدام كل الوسائل المتقدمة حتى تؤتي ثمرتها المرجوة الشرعية الصحيحة , ثم اهتم  بسرد أهم الاعتراضات التي قُدمت عليها , ورد بإجاباته على تلك الاعتراضات في اختصار غير مخل .
الخاتمة
ثم ذكر خاتمة كتابه وأهم ما خلص إليه من وجوب الحسبة بقسميها , وأنها نوعان حسبة نظامية وحسبة تطوعية , وأن كل مسلم يتوافر فيه شرطا الصفة والمصلحة المطلوبان في رفع دعاوى الحسبة .
ثم ذكر مراجعه التي استمد منها هذا البحث المفيد والذي سيفتح بكل تأكيد أبوابا من النقاش حول مضمونه وخاصة أن الكاتب – أكرمه الله - قد تطرق إلى موضوعات هامة وجيدة وبها جدة وجرأة في الطرح , وأظنها ستنشئ حالة من الحراك الفكري حول هذه الموضوعات الكثيرة المتشعبة التي اختصرها الكاتب في هذه الصفحات القليلة النافعة , وحبذا لو توسع في بحثه أكثر من ذلك لتعظم الإفادة , فجزاه الله كل خير على هذه الكتابة القيمة 
للتحميل انقر هنا :    
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق