الثلاثاء، 18 مارس 2014

الأزهر يدافع عن معاوية

الأزهر يدافع عن معاوية
16-08-1434 12:37

سليمان بن صالح الخراشي: 

منذ أن طُرد الشيعة من مصر أيام صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، بعد أن عرف المصريون فساد عقيدتهم وأنهم يسترونها بدعاوى محبة آل البيت .. إلخ كذبهم ، لا زال يعاودهم الحنين بين الحين والآخر لإعادة دولتهم في مصر ، إلا أن المصريين لهم بالمرصاد ، وفي مقدمتهم علماء الأزهر وفقهم الله ، الذين لا يقبلون المساس بأحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لا يقبلون أن ينحرف مصري فينال من جناب أحدهم ، أو يُجامل الشيعة في عقائدهم.

حاول الشيعة استمالة الأزهر أو تحييد موقفه من الصحابة ومعاوية رضي الله عنه على الأخص ,غير أن الأزهر فطن لهذا التكتيك المراوغ واختار موقف أهل الإسلام.

مصداق هذا مافعله الشيخ الأزهري محمود النواوي رحمه الله ، المتوفى عام 1399هـ بالقاهرة عندما علم بتأليف عباس العقاد لكتابٍ سماه " معاوية في الميزان " !! قرأه بعد أن ساءه العنوان ، ثم ساءه ما فيه من جرأة على خال المؤمنين رضي الله عنه ، فما كان منه رحمه الله إلا أن سل قلمه ونصب ميزانه ليضع فيه العقاد وكتابه من خلال مقالين ناريين نشرهما في مجلة ( الأزهر ) بعنوان " العقاد في الميزان – بمناسبة كتابه عن معاوية رضي الله عنه " ؛ لأن الجزاء من جنس العمل . قائلاً في مقدمتهما :
( والأستاذ العقاد لم يكتفِ بتضليلات التاريخ وأسلوبه الهادئ في البحث مع تضليله الناس، وصرفه إياهم عن الحق في كثير من رواياته عمدًا أو خطأ، ولكن الأستاذ تحامل ثم تحامل، وخيّم على القارئ بسفسطات يخرج منها وهو سيء الظن بصُحبة هذا النبي، ضعيف الحماسة نحو دينه السماوي، فاتر العقيدة في تخريجه، كما تسيء الظن برجلٍ عظيم تعبث الفوضى بأصدقائه والحافين به، وهو أحرص ما يكون عليهم، وهم أحرص ما يكونون على الأخذ من مزاياه، والانتفاع بما آتاه الله...وإذا كان هذا شأن الصفوة من الرعيل الأول الذين يفتخر بهم الإسلام ويعوّل عليهم في الفتوحات والانتصارات ونشر الدعوة الإسلامية، فما شأن من جاء بعدهم ثم من جاء بعدهم وهكذا؟ )
( ألا رغم أنف رجلٍ حاول أن ينتقص واحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه )
ثم سرد الشيخ النواوي رحمه الله أقوال العلماء في عدالة الصحابة رضي الله عنهم ، الذين يكفيهم تزكية الله لهم في كتابه العزيز ، مع نقل ما تيسر من فضائل معاوية رضي الله عنه ، خاتمًا مقاليه بقوله : ( ووالله ؛ لولا أنني رأيت كثيرًا من القارئين ، حتى أهل العلم الصادقين ، قد تأثر بذلك الكتاب إلى حد كبير ما حذرتك منه، فإنه يضع السم في الدسم لمن لا يعقلون، ومن قرأ جلدة الكتاب وما فيها من زبرج ودعاية له، ثم قرأ الكتاب وهو يحسن الفهم والنظر، وجد الفارق العجيب بين تزكية وتشنيع ) . رحم الله الشيخ النواوي الذي كان مثالاً لجهود علماء الأزهر في الوقوف أمام أصحاب العقائد الشيعية الفاسدة ، أو من تأثر بهم من الجهلة ومدعي العقل والفكر . والمؤمل من شيوخ الأزهر المعاصرين وفقهم الله أن يُكملوا ما بدأه أسلافهم في سبيل حماية جناب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكونوا سدًا منيعًا أمام محاولات التغلغل الشيعية في بلادهم . كما أن المؤمل منهم أيضًا أن يجمعوا مع هذا العمل الجليل : التخلص من عقائد أهل الكلام التي لا زالت تُقرر على طلاب الأزهر ، ويستبدلوها بالمناهج التي تُقرر عقيدة السلف .

لعل انفعالات العقاد كانت نتاج الحالة الثورية و الاشتراكية التي عصفت بالفكر والمزاج العربي إبان الأربعينات والخمسينات ,ولو امتد العمر بالعقاد لتبين له خطؤه كما تبين لكثيرين عمّروا وأعلنوا عن وعي إسلامي جديد.

فائدة : مقالات الشيخ النواوي رحمه الله تحت الطبع بعناية أحد طلبة العلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق