الثلاثاء، 18 مارس 2014

نابليون يحتفل بالمولد النبوي

نابليون يحتفل بالمولد النبوي
07-01-1435 07:28

موقع المثقف الجديد _ سليمان الخراشي:

اشتهر بين كثير من الباحثين أن سبب دعم الغرب للصوفية منذ حملة نابليون على مصر حيث كان يُحيي الموالد معهم ! إلى تقارير مؤسسة " راند " وغيرها وتوصياتهم بدعمهم كما تجد نموذجًا له هنا : http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=9688
هو نظرة الصوفية السلبية للجهاد ، التي توارثوها منذ قدمائهم ، حيث إن من صفات الصوفية عبر التاريخ – في الأغلب الأعم كما يقول د علي الألمعي - التثبيط عن الجهاد بحجة محاربة النفس وهواها والوقوف عند ذلك، ولم نجد لهم عبر التاريخ اهتماماً بالوقوف في وجه العدو، وعندما كان الأفرنج يغيرون على المنصورة في مصر سنة: (647هـ) تنادى الصوفية ليقرؤوا الرسالة القشيرية، ويتجادلوا في كرامات الأولياء!!
http://www.saaid.net/feraq/sufyah/49.htm

قلت : وهذا لاشك سببٌ وجيه ؛ لأن دعم الغرب للتصوف يضمن لهم شعوبًا ودولاً ذات قابلية للخنوع والانقياد ، يسهل توجيهها والسيطرة عليها ، مع إشغالها بدين التصوف المزيّف ومظاهره الباطلة .
لكني أرى أن هناك سببًا آخر لدعم الغرب للصوفية لا يقل وجاهة عما سبق ، وهو اعتناق المتصوفة لعقيدة " وحدة الأديان " ! حيث أنهم عندما اعتنقوا عقيدة " وحدة الوجود " التي يزعمون من خلالها – والعياذ بالله – أن الله سبحانه يتجلى لخلقه في كل موجود وفي كل معبود ! تطور بهم هذا الأمر إلى القول بوحدةالأديان جميعًا ، فلا فرق عندهم بين إسلام وكُفر ، فجميع الطرق تؤدي إلى الله ، بعضُ رموزهم الذين يُعظّمون يُصرّح بهذا وبعضهم يُخفيه ، والغالب على غلاتهم الجهر بهذه العقيدة الكفرية التي تساوي الإسلام بالكفر ، وإليك الأمثلة :
يقول شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي : ( إياك أن تتقيد بعقد مخصوص ، وتكفر بما سواه ، فيفوتك خير كثير, بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه , فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها ، فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد ) !
ويقول الصوفي جلال الدين الرومي : ( إن يكن في الدنيا محب أيها المسلمون, فأنا ذلك المحب ، إن يكن في الدنيا مؤمن أو كافر أو راهب نصراني فأنا هو.. ) !

وهذا القول لا يختلف كثيرًا عن قول الصوفي حافظ الشيرازي : ( إن الحب يكون حيث يسقط عن وجهك قناع العظمة ، فسيان فوق جدران دير, أو أرض حان, تتلعلع النار المقدسة ، أو حيث العابد المعتم ربه بالليل والنهار ، أو حيث صليب المسيح وأجراس الكنيسة تدعو إلى الصلاة ) !
ويقول الصوفي الشهير الحلاج : ( الأديان كلها لله عز وجل ، شغل كل دين طائفة ، لا اختيارًا فيهم بل اختيارًا عليهم, فمن لام أحدًا ببطلان ما هو عليه فقد حكم انه اختار ذلك لنفسه, وهذا مذهب القدرية ..... واعلم أن اليهودية والنصرانية و الإسلام وغير ذلك من الأديان هي ألقاب مختلفة وأسامٍ متغايرة ، والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف ) !

وهذا مادعاه إلى قول هذه الأبيات :

تفكرتُ في الأديان جدّ محقق,
فألفيتها أصلا له شُـــعب جمّا
فلا تطلبنْ للــمرء دينًا فإنــه
يصد عن الأصل الوثيق وإنما
يطـــالبــه أصــــلٌ يعبّر عنده
جميع المعالي والمعاني فيفهما

وقول هذه الأبيات التي تنضح بالكفر :

ألا أبلـــــــــغ أحبائي بأنـــــي
ركبتُ البحر وانكسر السفينه
على دين الصليب يكون موتي
فلا البطحا أريد ولا المدينه !


هذه العقيدة " وحدة الأديان " – في نظري – هي مما أعجب الغرب في عقائد المتصوفة ؛ لأنها تجعلهم متساوين مع المسلمين ، لا فرق بينهم ، فتختفي النظرة الدونية التي ينظر بها المسلمون إليهم وإلى أديانهم المحرّفة ، وهو أيضًا من قبيل الحسد كما يقول ابن القيم رحمه الله :( والحسد خلق النفس الذميمة الوضيعه الساقطة ، التي ليس فيها حرص على الخير ، فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد ، ويفوز بها دونها ، وتتمنى أن لو فاته كسبها ، حتى يساويها في العدم ، كما قال تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) ، وقال تعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) ، فالحسود عدو النعمة ، متمنٍ زوالها عن المحسود ، كما زالت عنه ) .

فقوله تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) ، يُلخص أمنية الكفار التي وجدوها في عقيدة المتصوفة " وحدة الأديان " ، وهو من قبيل قول عثمان بن عفان رضي الله عنه : " ودت الزانية لو زنى النساء كلهن" ، ولهذا انصب اهتمامهم عليهم ، احتفاءً بهم ، ونشرًا لتراثهم عن طريق مستشرقيهم ، ثم التوصية الحاضرة بدعمهم في مقابل ما يسمونه " الأصولية " التي تُنازعهم ، وتُهددهم ، وتنظر إليهم بدونية وازدراء ، رُغم تقدمهم الدنيوي ، وهذا ما يزيد في حنقهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق