الثلاثاء، 18 مارس 2014

الدم والرصاص في الشعر الإسرائيلي المعاصر

الدم والرصاص في الشعر الإسرائيلي المعاصر
09-07-1434 01:02

محمد شلال الحناحنة: 

هستيرية الحرب والدمار والإفساد هي المحرك الأساسي لليهود سواء أكانوا محاربين أم مدنيين ، علماً بأن اليهود جميعهم محاربون في أوقات الخطر والشدة ، وهم يعتقدون أن امتلاكهم للتقنيات العسكرية وآلاف الأطنان من القنابل العنقودية والحارقة والمدمرة التي ألقيت على العرب والمسلمين في لبنان وفلسطين وغيرها سيحقق لهم نصراً سريعاً خاطفاً على أعدائهم ، ولكن كثيراً ما يفيقون على المزيد من المقاومة ، ورد إجرامهم على نحورهم ، ومازال يهود يحلمون بالإبادة الجماعية ، وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه بصورة كلية ، ونرى اليوم أن هذا الحلم يدغدغ النفس اليهودية المريضة في محاولة مستميتة لقمع جهاد الشعب الفلسطيني المسلم الذي تفجر من المسجد الأقصى قبل أشهر قليلة ! .
وأما الأدب اليهودي فهو يوغل في دعوته السادية الإرهابية لتحطيم الخصوم من خلال خيوطه الثقافية المغرورة الممتدة على مر التاريخ في تراثه الحاقد!، ومن الشعراء اليهود الذين نقف معهم معبرين عن هذه السادية بسخرية مريرة مما يحدث ، لأنهم لا يدركون جيداً ثمن مذابحهم ومجازرهم التي لابد من دفعها ، الشاعر اليهودي (( عاموس حيفر )) وهو شاعر متطرف في تقديس الدم اليهودي ماكر في التباكي على معاناة اليهود على حد زعمه ، وفي قصيدة له بعنوان ( الألبوم ) يقول :
لألبوم صوري
ألبوم الطفولة القاسية
أضفت في يوم السبت
صورة جديدة
عندي الآن أربع صور
صورة طفل يهودي يرتعد خوفاً
في أيام الكارثة
صورة طفل من أيام البييم
الذي سالت دماؤهم
صورة طفل جريح من صور أو صيداً
متروك بلا أهل
أما الآن فقد أضفت صورة رابعة
التقطت في مخيم للاجئين
صورة رضيع ملقى قرب أمه
وكلاهما مذبوحان
يبدأ الشاعر اليهودي الماكر (( عاموس حيفر )) قصيدته بتصوير ألبوم الطفولة القاسية متجاهلا سبب هذه القسوة على الطفولة الغضة ، وهذا التجاهل ، بل الافتراء على الآخرين من طبيعة النفس اليهودية المتباكية دائما على الأمن ، المتظاهرة بالحرص على السلام رغم مجازرها الرهيبة ، هذه الطبيعة اليهودية تعبر بجلاء عن العقيدة الدينية المنحرفة التي ينطلق منها اليهود ، وانظر إلى اعتنائه بالرموز الدينية ، حيث احتفى بيوم السبت في إضافة صورة جديدة لألبومه ، لما يمثله ( السبت ) من مكانة خاصة في العقيدة اليهودية .
بينما نرى بعض شعرائنا العرب ( الكبار ) يحتفون بالرموز الوثنية ، ساخرين من عقيدتنا الإسلامية ، وتراثنا الأصيل ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، ولسنا بصدد بيانها ، أما تقديس ( الأنا ) اليهودية والتظاهر بأن اليهود هم الضحايا دائما في ظل أمم وشعوب تكرههم ، وتحقد عليهم دون سبب ، فتلك فرية تتردد كثيراً في الإعلام اليهودي الإرهابي ، ومازال اليهود يبالغون ويزورون التاريخ في تصوير ما وقع عليهم في المذابح النازية ، بينما في الوقت نفسه يقومون بمذابح فظيعة كل يوم في فلسطين ولبنان ، وجميع الدول المحيطة بكيانهم الدخيل ! .
إن الصورة المؤلمة المحزنة التي يجسدها (( عاموس حيفر )) للطفل اليهودي ، وهو يراها صورة فظيعة لا تغتفر بحق البشرية جميعاً ، هي صورة طفل خائف يرتعد أيام الكارثة ، وهو يساوي بين هذه الصورة المزورة وبين صور الآخرين من أطفال ( البييم ) الذين يذبحون ويجرحون ويشردون ويقتلون مع أمهاتهم ، ولم يستطع (( عاموس حيفر )) إخفاء التناقض في رؤيته العنصرية التي ترى في الآخرين مجرد غوغاء وجدوا لخدمة اليهود وتنفيذ أهوائهم في قوله : (( أطفال البييم )) ، فكل من ليس يهودياً هو (( البييم )) الرعاع الذين هم عبيد لليهود ولأطماعهم ، وينبغي أن يظلوا كذلك مدى الحياة ، أما مذابح الأطفال الرضع وأمهاتهم وتشريد أهل فلسطين وقتلهم ، فلم تكن سوى الصدى المزيف لأحاسيس تاريخية قديمة أثارتها ذكريات (الكارثة اليهودية) إبان الحرب العالمية الثانية :
ولكن رغم القاسم المشترك
إلا أنها مع ذلك مختلفة
ففي اثنتين منها أنا الموضوع
وفي الاثنتين الأخريين أنا المصور
في صورتين أنا المظلوم
وفي صورتين أنا الظالم
هكذا تفضي هذه القصيدة إلى مفارقات مرعبة ، مفارقات في الفكر والرؤية ، مفارقات في المعاني ودلالات الألفاظ لتقدم شرارتها من العنصرية اليهودية ، محاولة أن تلبس ثياب المنطق ، ولكنه منطق مزيف ، منطق أعوج يساوي بين الجلاد والضحية ، يساوي بين صورة طفل يهودي خائف أيام ما سُمِّي الكارثة ، اليهودية وبين ما يفعله المجرمون اليهود اليوم من قتل وذبح آلاف الضحايا من العرب والمسلمين ، منطق يجعل مجرد بث الخوف بين اليهود جريمة لا تغتفر ، وذبح آلاف الأطفال في فلسطين مسألة فيها نظر ، فهل في الكون منطق أظلم من هذا المنطق ؟! وهل هناك شعر ينحاز إلى الدمار والظلم والزيف مثل الشعر اليهودي ؟!!. وإنه من المؤلم حقاً أن نرى فئة من بني جلدتنا مازالت تعيش في أوهام السلام ، وتنتظر الطمأنينة والوئام مع يهود ، بل تعدّت المسألة ذلك إلى إجراء حوارات دافئة في بعض الفضائيات العربية ، مع رموز يهودية حاقدة معروفة بمكرها وعنصريتها وزيف مواقفها ، وفي المقابل يعيث اليهود فساداً وإجراماً وقتلاً وتدميراً صباح مساء في فلسطين الجريحة ، وكأن الأمر أضحى قدراً مقدوراً على شعب أعزل يباد أمام العالم أجمع دون أن يحرك ساكنــاً !! ، ومع ذلك كأن الوضع لا يعني عالمنـا العربي والإسـلامي الواسـع!!.
إن كثيراً منا يتجاهل آيات القرآن الكريم التي تفضح زيف اليهود ومكرهم وإفسادهم وكذبهم حتى على رب العالمين : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا )) ] المائدة : 64 [ .
ويزخر كتاب الله عز وجل بآيات جلية تؤكد نقضهم الدائم للعهود وإشعالهم للحروب ، وقتلهم للناس دون وجه حق ، وسنقف من خلال هذه الحلقات مع نصوص شعرية يهودية لنماذج يهودية حاقدة من الشعراء اليهود تجاه المسلمين ، لاسيما إخواننا في فلسطين ، ومن هؤلاء الشعراء (( أبشلوم كور )) الذي وقفنا مع شعره في قراءات سابقة .
يقول في إحدى قصائده الحربية التي كتبها في تحريضه على الشعبين الفلسطيني واللبناني :
أولئك المخرّبون القتلة
لا مسكن لهم عندنا
لا رحمة لهم عندنا
لن يكون لهم وجود في عالمنا
من هم المخرّبون القتلة في نظر (( أبشلوم كور )) الذين يستخدم في وصفهم الإشارة للبعيد لمزيد من الاحتقار ؟! . إنهم طلائع المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين أمام جيش الاحتلال الذي غزا لبنان ! وحتى لا ينعتهم بالقتلة والمخربين كان ينبغي أن يسلموا رقابهم للذبح كالخراف !
إن اليهود لهم دراية كافية ، ومكر عظيم في قلب الحقائق منذ تاريخ موسى وهارون عليهما السلام .
فهم يظهرون الضحية مكان الجزار ، فمن يدافع عن دينه وعرضه وأهله ووطنه أمام عصابات جيشه المحتل هو مجرم قاتل ، كما يرى الشاعر ((أبشلوم كور)) !! ، وليس من عجب في ذلك ، أليس هو الخطاب السياسي الإعلامي الذي مازال اليهود يسوّقونه ويزيفونه أمام ( العالم الأمريكي ) المخدّر برؤاهم رغم فظائعهم ومجازرهم المتصاعدة والمتعاظمة في كل يوم في حق أهلنا المجاهدين في فلسطين ! . فمن يدافع عن بيته وأهله وأطفاله وأرضه في غزة أو نابلس أو جنين أو القدس هو ( مخرب إرهابي مجرم ) يستحق الإبادة والقتل !! .
إنها النفسية اليهودية الإجرامية المنحرفة لم تتغير منذ فجر الخليقة ، فتجعل الحق باطلاً والنور الساطع ظلاماً دامساً ، وانظـر لهـذا الشــاعر الذي لا يقـل دمـوية وإرهـابــاً عن جنـــرالات الحــرب الذين يحكمــون دولة مـا يسـمى (إسرائيل)! ، انظر إليه في نفي الآخر ، وإلغاء وجوده وتصفيته حتى من فوق أرضه ومسكنه ، نفيه من الوجود المطلق ! ، إن إبادة الآخر الذي لا يستحق الحياة لأنه لم يلتزم بعبوديته لأسياده اليهود هو الفكر الذي يحرك هذا الشعر ، ولذلك نجده يكرر النفي إصراراً على التدمير والإبادة : ( فلا مسكن ، ولا رحمة ، ولن يكون لهم وجود في عالمنا ) ويمضي ((أبشلوم كور )) في دمويته بصورة مرعبة :
اليوم في حملة سلامة الجليل
سنسفك الدماء الكثيرة
ونقتل النساء والأطفال والشيوخ
أي جليلٍ هذا ؟!! ، إنه الجليل الفلسطيني المحتل منذ عام 1948م بعد المزيد من المجازر والإبادة لأبناء الشعب الفلسطيني !! ، أما مجازر اليوم وسفك الدماء الكثيرة فهي من أجل ( سلامة المحتلين لهذا الجليل ) والحفاظ على هدوئهم ورغد عيشهم !! ، ويعترف هذا الشاعر الحاقد أن هذه الدماء ستكون للأطفال والنساء والشيوخ ، وفعلاً كانت مجازر ستظل وصمة عار في جبين اليهود ومن يحالفهم ويدعهم ويسالمهم من الأمريكان والغرب والمنافقين ، لقد كانت تصفيات جسدية وإبادة شرسة لمخيمات كاملة في الجنوب اللبناني مثل ( عين الحلوة ، والرشيدية ) إذ هدّمت البيوت والملاجئ والمساجد على من فيها دون أدنى رحمة ، كما قام اليهود بالمجازر نفسها في بيروت في ( صبرا وشاتيلا ) ، بل مازالوا يسفكون الدماء ، ويقتلون النساء والأطفال ، ويقلعون الأشجار في إبادة جماعية لأهلنا في فلسطين كل يوم ! .
في حديثي مع ( إيريت )
توصلنا إلى نتيجة
أننا يجب أن نقاتل
كل الذين يبحثون لهم عن وطن
يجب أن نقتل
حتى يكون لنا وطن
من النهر إلى النهر
هكذا يظل القتل والإجرام العقيدة الثابتة في الفكر اليهودي ، والتعاليم الدينية المحرفة للتوراة ، فالحــوارات مع اليهود هي للاستمـرار بحلقـات الـموت لكل من يقاوم مشاريعهم العدوانية !! . فمــاذا ننتظــر مـن حـــوارات (الاستسلام) لهم ؟!! .
إن الشاعر (( أبشلوم كور )) يقرّ بصدق أنه لن يكون لهم وطن من النيل إلى الفرات كما يحلمون إلا من خلال القتل الدائم للمسلمين والعرب أينما وجدوا !! ، لأن هذا الكيان اليهودي الدخيل قام على مزيد من الجرائم والقتل والسلب وتشريد الشعب الفلسطيني !! .
ولم يتغير شيء ، ولن يتغير في العقلية اليهودية مع ما يسمى (( بخيارات السلام الاستراتيجية )) القائمة مع العرب منذ أكثر من عشرين عاماً !! وإن كانت السياسة والتاريخ والدين لم يوقظنا بعد ، فهل يوقظنا صدى الأشعار الدموية ؟!! .
اليهود يعيشون هوساً جنونياً في حب سفك الدماء ، وتدمير الآخرين ، وإلغاء وجودهم ، فهم لا يستحقون الحياة في رأيهم إلا بمقدار خدمة اليهود وتنفيذ أحلامهم ومطامعهم ، ولذلك يمارس اليهود القتل والإرهاب اليومي بحق أهلنا في فلسطين المحتلة مسوغين أعمال البطش وهدم المنازل وتشريد الأطفال والنساء والشيوخ ،حماية لأمنهم وإنقاذاً للدم اليهودي المقدس في زعمهم ، ويصب الأدب اليهودي شعراً ونثراً في معظمه في هذا الفكر الإرهابي الإجرامي الذي له ساسته وأدباؤه ومفكروه .
ومن القصائد التي تعبر عن هذا الإجرام والزيف ، فتحمل المزيد من الدلالات على ما ذهبنا إليه قصيدة للشاعرة اليهودية ((يوئيلاهارشفي )) بعنوان ( أيلي جيبع ) تقول فيها :
عن ( أيلي جيبع ) كتبوا أشياء كثيرة
وقالوا أشياء كثيرة
لا ليس شيوعياً
لا ليس جباناً انهزامياً
لا ليس عميلاً خائناً
لا ليس متمرداً
لكنه لا يقتل الأطفال والنساء والشيوخ
لقد شاهد بمنظاره أطفال بيروت
شاهد " أيلي " بمنظاره ضحايا البربرية
فخاض صراعه المبدئي
لنصرة الضمير الحي
وتمجد الشاعرة اليهودية الكاذبة ((يوئيلاهارشفي )) القائد اليهودي المجرم (( أيلي جيبع )) الذي خاض معارك عدة في لبنان وهو الذي دخل " صيدا "ودمر مخيم " عين الحلوة " على من فيه من إخواننا الفلسطينيين، وهدم المساجد والمدارس والملاجئ والبيوت ، ولكنه فقد عدداً كبيراً من جنوده ومعاونيه في تصدي كوكبة باسلة من المجاهدين والمقاومين لجيشه على الرغم من تواضع أسلحتهم ، ولم يكتف هذا الإرهابي بما فعله في الجنوب ، بل تقدم إلى بيروت مشاركاً في حصارها متلذذاً بتدميرها وحرقها بالقنابل العنقودية ، متعطشاً لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ، لكنه رفض اقتحامها والدخول إليها مما اضطره لتقديم استقالته ، ولم يكن رفضه اقتحام بيروت رحمة وعطفاً على أطفالها ، لكنه الخوف والجبن والحرص على الدماء اليهودية المقدسة التي نزفت كثيراً في " صيدا وصور " ومخيمات الجنوب ، كما أنه ذاق مرارة الاكتواء بمواجهة الفدائيين والمقاومين ، وهو أجبن من أن يستطيع اللقاء والالتحام مع الصامدين في بيروت ، ومن هنا نستطيع أن نتبين من خلال المقطع السابق افتراءات الشاعرة وزيفها ومغالطاتها فهي تنفي الجبن والانهزامية عن هذا القائد : ( لا ليس جباناً انهزامياً ) ، وفي الحقيقة أن اليهود صغاراً وكباراًً وزعماء يعيشون رعباً وخوفاً لا مثيل له من أطفال فلسطين وحجارتها ، فكيف يستطيعون مواجهة الأسلحة الفلسطينية أو العربية – وإن قلّت- من دون جبن وانهزام ؟ بل إن جنودهم وضباطهم قيدوا بالسلاسل في دباباتهم لمنعهم من الانهزام والهروب من مواجهة المسلمين ، وحدث ذلك في معركة " الكرامة " وغيرها من المعارك ، فلا غرابة إذن أن يزيف الشعر اليهودي الحقائق ويقلبها بصورة كلية أو مشوهة فنقرأ : ( لكنه لا يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ) وهو نفسه (( أيلي جيبع )) الذي قاد المجازر والمذابح ضد أطفال ونساء المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني ، أما في المواجهات الحامية مع القناصة الفلسطينيين واللبنانيين ، فكان يهرب بالطائرة من المعركة إلى داخل فلسطين المحتلة ، ومع هذا فلم يكن جباناً ولم يكن إرهابياً قاتلاً في رأي الشاعرة الحاقدة ، وتمضي ((يوئيلاهارشفي )) في هذه الافتراءات من دون حياء ، لتشعل المزيد من التناقضات الفاضحة في قصيدتها فتقول :
لقد شاهد بمنظاره أطفال بيروت
شاهد " أيلي " بمنظاره ضحايا البربرية
فخاض صراعه المبدئي
لنصرة الضمير الحي
ترى أي ضمير حي أحياه ونصره (( أيلي جيبع )) ؟!! ، وأي مبدأ يدافع عنه وطائرات اليهود كانت ترمي بأطنان من القنابل في كل ساعة على أطفال بيروت المحاصرين ؟ فأنّى يتباكى على هؤلاء الأطفال ويحس بمصابهم كما تدعي الشاعرة ؟! أما ما منعه من دخول بيروت فهو الهلع والخوف من المقاومين حتى مع حصار بيروت ، كان رعب هذا القائد الذي سبب له صراعاً نفسيا، هو تخيله أن يكون وجهاً لوجه في قتال الفدائيين ، ولذا كتبت إحدى الصحف العبرية يومها تقول : ( من المحاصر في بيروت جيشنا أم " المخربون " ؟ ) وكان اليهود يحسبون ألف حساب قبل الدخول إلى بيروت ، ولذا قدّم (( أيلي جيبع )) استقالته ثمنا لرفضه الدخول في تلك المدينة الأبية الصامدة ، وقد أنقذت أمريكا اليهود في صفقة خسر فيها المقامون الكثير من هيبتهم وقوتهم ومواقفهم لحساب سياسات مجهولة خادعة لم نزل نعيش في لهيبها إلى يومنا هذا !! .
ولو تأملنا المقطع الأخير من القصيدة لوجدنا أن هذه الشاعرة تعترف صراحة أن أطفال بيروت ضحايا البربرية ، ولكن أليست هذه البربرية وهذا الحقد ، وهذه الهمجية القاتلة هي بربرية بني قومها من اليهود ؟! وكان (( أيلي جيبع )) قائداً منقذاً لها ، ومع هذا فهو يقف ضد البربرية والإرهاب اليهودي اليوم كما تزعم الشاعرة ، ولكن لا بأس من ممارسته هذه البربرية أحيانا بكل شراسة قاتلة حاقدة على أطفال ( صور وصيدا ) ومخيم ( عين الحلوة ) !! ثم تمعن الشاعرة بهذا الزيف فتجعل هذا القائد ( البطل ) يخوض صراعاً مبدئياً لنصرة آرائه وأخلاقه الفاضلة ، إذ يستيقظ ضميره فجأة من خلال نفسية متناقضة مريضة أصلاً ، غارقة في مستنقع الإجرام !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق