إن ما حدث مؤخراً من الإساءة إلى نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الرحمة المهداة للعالمين، والسراج المنير من قبل شرذمة من حثالة المجتمع الغربي ، وخروج القيادات السياسية في هذا المجتمع لتبرر الإفتراء والتجني على أروع صورة من الكمال البشري وصل إليها إنسان منذ خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، بأن ذلك حرية تعبير ، فأخذت على عاتقي أن اكشف في هذا المقال زيف هذه الحرية المزعومة فالذي افترى على سيد ولد آدم ماهو إلا واحد من اثنين إما حاقد أو جاهل .
نقول لكم : حريتكم المزعومة هي التي قامت بحرق كتاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لبرنارد شو هذا الرجل الذي شهد شهادة حق في الرسول الخاتم ولقد وجد برنارد شو في شخصية الرسول – عليه الصلاة و السلام – ما دعاه إلى أن يصفه بأنه منقذ البشرية فقال : " لقد عمد رجال الاكليروس في العصور الوسطى إلى تصوير الإسلام في أحلك الألوان ، وذلك بسبب الجهل وبسبب التعصب الذميم ، والواقع أنهم كانوا يسرفون في كراهية محمد وكراهية دينه ويعدونه خصماً للمسيح ، أما أنا فأرى واجباً أن يدعى محمد منقذ الإنسانية وأعتقد أن رجلاً مثله إذا تولى زعامة العالم الحديث نجح في حل مشكلاته وأحل في العالم السلام والسعادة وما أشد حاجة العالم اليوم إليهما " .
كما أن حريتكم المزعومة هي التي تقصف وتكسر الأقلام الحرة أو تُقَطٍعَ الألسنة وتحبس الحرية لمن يجرؤ على أن يتكلم في المحرقة اليهودية مشككاً فيها أو مطالباً بالتحقيق فيها من أمثال الكاتب الفرنسي جارودي ، فسننتم القوانين المُقَيِدة للحريات والمسماة بمعاداة السامية والتي جعلت من اليهود الصهاينة بشر فوق البشر بل وفوق الذات الإلهية ـ معاذ الله ـ يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .
ويقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «يا أَيُّها النَّاسُ، إنَّ ربَّكُمْ وَاحِدٌ وإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لا فَضلَ لعَرَبيٍّ على عَجَمِيٍّ، ولا لعَجَمِيٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أَسْوَدَ على أَحْمَرَ، ولا أَحْمَرَ على أَسْوَدَ إلاَّ بالتَّقْوى ».
حريتكم هي التي تسمح لكل من سولت له نفسه الدنئية من أمثال سلمان رشدي وغيره التهجم وسب وانتهاك مقدسات الآخرين وإيذاء مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذا الكون.
وحريتنا من قول الله ـ جل وعلا ـ : {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .هذه هي حريتنا .
فلا يحل لأي مسلم كائناً من كان أن يسب حتي صلبانكم ولا كنائسكم ، ولا يتعرّض إلى ما يؤدّي إلى ذلك؛ لأنه بمنزلة البعث على المعصية. هذه هي حريتنا ..
حريتكم هي التي استعبدت المرأة ولم تعطها حريتها كما تزعمون فهي الحرية التي وضعت النساء في أقفاص زجاجية كما ولدتهن أمهاتهن لكي يتفرج الرجال عليهن قبل أن يخادنهن وتُعطى لمن يدفع أكثر ، حريتنا هي التي أكرمت المرأة أماُ وزوجة وبنتاً يقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: « ...اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». وقال أيضاً : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا من خَيْرِكُمْ لأَهْلِي».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألاَ واسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيراً، فإنَّمَا هُنَّ عَوانٌ عِنْدَكمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذلِكَ، إلاَّ أَنَّ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ... ».ومَعْنَى قَوْله : (عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) يْعني أسْرَى فِي أيْدِيكُم. لم ينصف تشريع من الشرائع مثلما أنصف التشريع الإسلامي المرأة كزوجه فأعطاها حق الإرث وبأن تكون لها ذمتها المالية المستقلة عن الزوج ، وحق اختيار الزوج كما أعطاها حق الانفصال من الزوج ولم يجبر المرأة على البقاء في عصمة زوج تكره فأباح لها الخلع .
عكس بعض شرائعكم التي شرعت أبدية العلاقة بين الزوجين فلا تنتهي إلا بموت أحدهما أو بتلبس المرأة بالوقوع في جريمة الزنا ، مما دعا الرجال لاتخاذ الخدينات وإذا أرادت امرأة أن تنهى علاقة الزواج بزوجها وقعت فيما حرم الله من علاقات غير شرعية.
وصلة الأم واجب وفرض على كل مسلم حتى وإن كانت مشركة تروي أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ فتقول : «قدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فاستَفْتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قلتُ: إِنَّ أمِّي قَدِمَت وهيَ راغِبةٌ، أفأَصِلُ أمي ؟ قال: نعم، صِلي أُمَّكِ». ويقول تعالى : {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً } ويقول أيضاً: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
حض الإسلام هذا الدين الحنيف على رعاية الأبناء خاصة البنات فبشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أحسن تربيتهن بدخول الجنة يقول النبي الأعظم : «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ».
ويقول : «من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كن له حجاباً من النار يوم القيامة».
حريتكم هي التي تنتهك آدمية الأسرى من نساء ورجال ، وهذا مشاهد على الملأ في صحفكم ومجلاتكم وفي إذاعتكم المرئية على الملأ لا تستحون من أن تعلنون ذلك ظناً منكم أن في ذلك إذلال للمسلمين والإسلام ولكنه إظهار لعوارتكم على الجميع كما حدث في سجن أبي غريب وكما يحدث في سجن جوانتناموا وصمة العار على البشرية جمعاء.
حريتنا وديننا الحنيف أمرنا أن نحسن معاملة الأسرى يقول تعالى : {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً} وعن أبي عزيز بنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه أَخي مُصْعَبِ بنِ عميرٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ في الأسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَوْصُوا بالأُسَارَى خَيْراً»، وكُنْتُ في نَفَرٍ مِنَ الأنْصَارِ، فَكَانُوا إذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ أَكَلُوا التَّمْرَ وَأَطْعَمُونِي البُرَّ لِوَصِيَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم».
حريتكم تقتل النساء والشيوخ والأطفال دون جريرة أو ذنب قد اقترفوه وتقصف بيوت الله وحريتنا توجب علينا أثناء الدفاع عن أنفسنا من اعتدائتكم السافرة علينا كما أوصى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم المجاهدين المسلمين ، أن لا نقتل هؤلاء فعن أنَسُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «انْطَلِقُوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله ، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ» . وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال:: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: اخْرُجُوا بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلاَ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ» .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ ، قَالَ: « وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَغَازِي، فَنَهَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ». وعن ابن كعب بن مالك عن عمه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قِتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».
حريتكم هي التي قتلت مئات الآلاف من المسلمين عندما قمتم بالاستيلاء على الأندلس فأقمتم محاكم التفتيش ، والتي أجبرت الكثير من المسلمين وحتى اليهود في النزوح إلى المغرب العربي للهرب من سطوتكم وتجبركم حيث حاولتم إجبار المسلمين وحتى اليهود على التنصر عكس ما حدث في الفتح الإسلامي لهذه البلاد فقد أعطى غير المسلمين حرية الإعتقاد فحريتنا كما قال تعالى في قرآنه الكريم : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } فحرية المعتقد أحد المبادئ الإسلامية السامية ومنها أخذت الجزية والتي تهاجمون الإسلام على أخذها من غير المسلمين في المجتمع الإسلامي وهي قد شُرعت في حق غير المسلم حتى لا يقوم بالدفاع عن عقيدة لا يؤمن بها وهي في مقابل الدفاع عنه داخل حدود الدولة الإسلامية .
حريتكم هي التي تقوم بتجويع المسلمين في العالم وكما يحدث الآن في فلسطين والصومال ودارفور وغيرها من بلاد المسلمين بل وتحاول أن تُنَصر المسلمين في إفريقيا فترصد المليارات لذلك في مقابل حفنة طعام أو شراب ، ولكن الذي لا تعلمونه هو أن المسلم لا يرضي بأن يبيع دينه مهما تكن الظروف القاسية التي يمر بها يقول تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.
حريتنا وكما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لَيْسَ المُْومِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ». وقال أيضاً : «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ».
وقال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ويدخل في قوله تعالى : {وَالْجَارِ الْجُنُبِ } الجار اليهودي والنصراني ، كما ذكر ابن كثير في تفسيره عن نوف البكالي في قوله: والجار ذي القربى : يعني المسلم ، { وَالْجَارِ الْجُنُبِ} يعني اليهودي و النصراني، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.كما ترون أمرنا ديننا الحنيف بالإحسان إلى الجار الغير مسلم ويخرج من الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم من لم يفعل ذلك .
حريتكم هي التي تبيح لكم الاستهزاء بأنبياء ورسل الله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ ليس على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل أيضاً على السيد المسيح صلى الله عليه وسلم ، كلمة الله التي ألقاها على مريم .
البتول ، وحريتنا تحرم علينا حتى أن نفرق بين أنبياء ورسل الله وأن نؤمن بأنبياء الله كلهم جميعاُ قال تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}..
وقال تعالى : {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
نقول لكم : حريتكم المزعومة هي التي قامت بحرق كتاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لبرنارد شو هذا الرجل الذي شهد شهادة حق في الرسول الخاتم ولقد وجد برنارد شو في شخصية الرسول – عليه الصلاة و السلام – ما دعاه إلى أن يصفه بأنه منقذ البشرية فقال : " لقد عمد رجال الاكليروس في العصور الوسطى إلى تصوير الإسلام في أحلك الألوان ، وذلك بسبب الجهل وبسبب التعصب الذميم ، والواقع أنهم كانوا يسرفون في كراهية محمد وكراهية دينه ويعدونه خصماً للمسيح ، أما أنا فأرى واجباً أن يدعى محمد منقذ الإنسانية وأعتقد أن رجلاً مثله إذا تولى زعامة العالم الحديث نجح في حل مشكلاته وأحل في العالم السلام والسعادة وما أشد حاجة العالم اليوم إليهما " .
كما أن حريتكم المزعومة هي التي تقصف وتكسر الأقلام الحرة أو تُقَطٍعَ الألسنة وتحبس الحرية لمن يجرؤ على أن يتكلم في المحرقة اليهودية مشككاً فيها أو مطالباً بالتحقيق فيها من أمثال الكاتب الفرنسي جارودي ، فسننتم القوانين المُقَيِدة للحريات والمسماة بمعاداة السامية والتي جعلت من اليهود الصهاينة بشر فوق البشر بل وفوق الذات الإلهية ـ معاذ الله ـ يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .
ويقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «يا أَيُّها النَّاسُ، إنَّ ربَّكُمْ وَاحِدٌ وإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لا فَضلَ لعَرَبيٍّ على عَجَمِيٍّ، ولا لعَجَمِيٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أَسْوَدَ على أَحْمَرَ، ولا أَحْمَرَ على أَسْوَدَ إلاَّ بالتَّقْوى ».
حريتكم هي التي تسمح لكل من سولت له نفسه الدنئية من أمثال سلمان رشدي وغيره التهجم وسب وانتهاك مقدسات الآخرين وإيذاء مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذا الكون.
وحريتنا من قول الله ـ جل وعلا ـ : {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .هذه هي حريتنا .
فلا يحل لأي مسلم كائناً من كان أن يسب حتي صلبانكم ولا كنائسكم ، ولا يتعرّض إلى ما يؤدّي إلى ذلك؛ لأنه بمنزلة البعث على المعصية. هذه هي حريتنا ..
حريتكم هي التي استعبدت المرأة ولم تعطها حريتها كما تزعمون فهي الحرية التي وضعت النساء في أقفاص زجاجية كما ولدتهن أمهاتهن لكي يتفرج الرجال عليهن قبل أن يخادنهن وتُعطى لمن يدفع أكثر ، حريتنا هي التي أكرمت المرأة أماُ وزوجة وبنتاً يقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: « ...اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». وقال أيضاً : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا من خَيْرِكُمْ لأَهْلِي».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألاَ واسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيراً، فإنَّمَا هُنَّ عَوانٌ عِنْدَكمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذلِكَ، إلاَّ أَنَّ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ... ».ومَعْنَى قَوْله : (عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) يْعني أسْرَى فِي أيْدِيكُم. لم ينصف تشريع من الشرائع مثلما أنصف التشريع الإسلامي المرأة كزوجه فأعطاها حق الإرث وبأن تكون لها ذمتها المالية المستقلة عن الزوج ، وحق اختيار الزوج كما أعطاها حق الانفصال من الزوج ولم يجبر المرأة على البقاء في عصمة زوج تكره فأباح لها الخلع .
عكس بعض شرائعكم التي شرعت أبدية العلاقة بين الزوجين فلا تنتهي إلا بموت أحدهما أو بتلبس المرأة بالوقوع في جريمة الزنا ، مما دعا الرجال لاتخاذ الخدينات وإذا أرادت امرأة أن تنهى علاقة الزواج بزوجها وقعت فيما حرم الله من علاقات غير شرعية.
وصلة الأم واجب وفرض على كل مسلم حتى وإن كانت مشركة تروي أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ فتقول : «قدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فاستَفْتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قلتُ: إِنَّ أمِّي قَدِمَت وهيَ راغِبةٌ، أفأَصِلُ أمي ؟ قال: نعم، صِلي أُمَّكِ». ويقول تعالى : {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً } ويقول أيضاً: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
حض الإسلام هذا الدين الحنيف على رعاية الأبناء خاصة البنات فبشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أحسن تربيتهن بدخول الجنة يقول النبي الأعظم : «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ».
ويقول : «من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كن له حجاباً من النار يوم القيامة».
حريتكم هي التي تنتهك آدمية الأسرى من نساء ورجال ، وهذا مشاهد على الملأ في صحفكم ومجلاتكم وفي إذاعتكم المرئية على الملأ لا تستحون من أن تعلنون ذلك ظناً منكم أن في ذلك إذلال للمسلمين والإسلام ولكنه إظهار لعوارتكم على الجميع كما حدث في سجن أبي غريب وكما يحدث في سجن جوانتناموا وصمة العار على البشرية جمعاء.
حريتنا وديننا الحنيف أمرنا أن نحسن معاملة الأسرى يقول تعالى : {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً} وعن أبي عزيز بنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه أَخي مُصْعَبِ بنِ عميرٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ في الأسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَوْصُوا بالأُسَارَى خَيْراً»، وكُنْتُ في نَفَرٍ مِنَ الأنْصَارِ، فَكَانُوا إذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ أَكَلُوا التَّمْرَ وَأَطْعَمُونِي البُرَّ لِوَصِيَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم».
حريتكم تقتل النساء والشيوخ والأطفال دون جريرة أو ذنب قد اقترفوه وتقصف بيوت الله وحريتنا توجب علينا أثناء الدفاع عن أنفسنا من اعتدائتكم السافرة علينا كما أوصى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم المجاهدين المسلمين ، أن لا نقتل هؤلاء فعن أنَسُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «انْطَلِقُوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله ، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ» . وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال:: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: اخْرُجُوا بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلاَ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ» .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ ، قَالَ: « وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَغَازِي، فَنَهَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ». وعن ابن كعب بن مالك عن عمه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قِتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».
حريتكم هي التي قتلت مئات الآلاف من المسلمين عندما قمتم بالاستيلاء على الأندلس فأقمتم محاكم التفتيش ، والتي أجبرت الكثير من المسلمين وحتى اليهود في النزوح إلى المغرب العربي للهرب من سطوتكم وتجبركم حيث حاولتم إجبار المسلمين وحتى اليهود على التنصر عكس ما حدث في الفتح الإسلامي لهذه البلاد فقد أعطى غير المسلمين حرية الإعتقاد فحريتنا كما قال تعالى في قرآنه الكريم : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } فحرية المعتقد أحد المبادئ الإسلامية السامية ومنها أخذت الجزية والتي تهاجمون الإسلام على أخذها من غير المسلمين في المجتمع الإسلامي وهي قد شُرعت في حق غير المسلم حتى لا يقوم بالدفاع عن عقيدة لا يؤمن بها وهي في مقابل الدفاع عنه داخل حدود الدولة الإسلامية .
حريتكم هي التي تقوم بتجويع المسلمين في العالم وكما يحدث الآن في فلسطين والصومال ودارفور وغيرها من بلاد المسلمين بل وتحاول أن تُنَصر المسلمين في إفريقيا فترصد المليارات لذلك في مقابل حفنة طعام أو شراب ، ولكن الذي لا تعلمونه هو أن المسلم لا يرضي بأن يبيع دينه مهما تكن الظروف القاسية التي يمر بها يقول تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.
حريتنا وكما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لَيْسَ المُْومِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ». وقال أيضاً : «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ».
وقال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ويدخل في قوله تعالى : {وَالْجَارِ الْجُنُبِ } الجار اليهودي والنصراني ، كما ذكر ابن كثير في تفسيره عن نوف البكالي في قوله: والجار ذي القربى : يعني المسلم ، { وَالْجَارِ الْجُنُبِ} يعني اليهودي و النصراني، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.كما ترون أمرنا ديننا الحنيف بالإحسان إلى الجار الغير مسلم ويخرج من الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم من لم يفعل ذلك .
حريتكم هي التي تبيح لكم الاستهزاء بأنبياء ورسل الله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ ليس على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل أيضاً على السيد المسيح صلى الله عليه وسلم ، كلمة الله التي ألقاها على مريم .
البتول ، وحريتنا تحرم علينا حتى أن نفرق بين أنبياء ورسل الله وأن نؤمن بأنبياء الله كلهم جميعاُ قال تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}..
وقال تعالى : {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
تلك حريتكم وهذه حريتنا فلكم حريتكم ولنا حريتنا !.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Spotlight/0/54/#ixzz2w1u70Uof
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق