08-04-1434 08:14
محمد بن عيسى الكنعان * عام 2006م ثارت ضجة إعلامية في أستراليا بسبب تصريحات للشيخ تاج الدين الهلالي جاءت في خطبة جمعة ، وصف فيه النساء العاريات على لم يكن العالم الإسلامي بمعزل عن تأثيرات هذه الحملة الليبرالية ، وبالذات الوطن العربي ، الذي لم يتردد إعلامه الليبرالي ذي النزعة التغريبية بشخصياته المتعلمنة وصحفه المتلونة وقنواته الفضائحية عن المشاركة في هذه الحملة، وركوب موجة الإدانة ، وإعادة إنتاج كل أدبيات ثقافة الانتصار المزيف للمرأة باعتبارها إنسانة لا تختلف عن الرجل لها كامل الحرية بـ(جسدها) ، رغم أن ذلك الإعلام لا يمل من ترديد حديث الببغاء حول وجوب احترام (عقل) المرأة . فأين اختفى منطق الفضيلة في محاكمة تلك الواقعة ؟ ولماذا غابت حرية الرأي عن تصريح الشيخ ؟ بحيث تم الحكم على تصريحه باعتباره هجوماً على المرأة ، وتقليلاً لشأنها ، واسترخاصاً لجسدها ، بينما النظرة السوية للفطرة الإنسانية يقول إن تعري المرأة هو التسليع الفعلي لإنسانيتها والسحق الليبرالي لكرامتها . موقف ممثلي الليبرالية العربية بما فيهم أدعياؤها لدينا لا يأتي تجسيداً للتبعية الغربية حتى في الدرك الأسفل من سلوكها الحيواني فحسب ، إنما تأكيداً لحالة التوهان الفكري والقطيعة الفعلية مع قيمنا الإنسانية ومبادئنا الحضارية بدلالة بيانات تزييف الوعي ، التي طفح بها الإعلام العربي الليبرالي في تبرير مواقف وقوانين الحكومات الغربية من قطعة قماش تغطي بها المرأة المسلمة شعرها ، فما بالك بالنقاب أو غطاء الوجه . لهذا لم أستغرب أن يتغاضى هذا الإعلام المفتون باللحم المكشوف عن حادثة تلك الفتاة العربية ، التي تعرت أمام سفارة بلدها في إحدى الدول الغربية ولم يُدنها ، بينما يُكرر عرض مشاهد المرأة الأفغانية بحجابها الساتر مع التقارير الإخبارية ، التي تصف واقعها بالظلام الطالباني ، كون الحجاب حسب المرجعية الليبرالية (حرية شخصية) ، لذا هي تكرسها من خلال برامج إعلامية وإعلانات تلفزيونية ، كالإعلان الذي يُعرض بين الحين والآخر على إحدى قنوات العرب الشهيرة ، محذراً من التطرف بتحقيق التوزان بين السماح للمرأة أن تتبرج مقابل من تريد أن تتحجب . إن المتأمل في مواقف أدعياء الليبرالية وكتاباتهم التي تماس مع قضية الحجاب أو الاحتشام بشكل عام ، تجدها تدور في فلك اللحم المكشوف ، ولا تخرج عن فوبيا (تغطية الجسد) ، ولأنهم لا يستطيعون التصريح بحق المرأة في كشف الجسد ، لذا يلتفون للمطالبة بعدم تغطية عقلها ! كيف ؟ بأن تترك المرأة تمارس حريتها الشخصية ! حتى لو اختارت عدم الحجاب كما يقول ذلك الإعلان التلفزيوني المشوه عن التطرف . مع أنهم في المقابل يسخرون من المرأة التي تختار حجابها وفق رمزية التخلف . ولك أن تعجب ممن ينتقد رأي يقول بتغطية الجسد تحت مبرر درء الفتنة ، وبين من يريد كشف الجسد بحجة الحرية . فمن هو المهووس باللحم المكشوف حتى صار عقليته التي تحرك كتاباته ؟ الإجابة أتركها لكم . moh.alkanaan555@gmail.com * تويتر : @moh_alkanaan |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق