الاثنين، 10 مارس 2014

مفهوم الحرية في الإسلام

مفهوم الحرية في الإسلام


 ان نصوص الشريعة الإسلامية عل اختلاف مواضيعها وفروعها ترجع الي أوصول وقواعد أساسية خرجها ( علم الأصول ) الذي تفاخر به وإذا أحصى المتبع مسلما أو غير مسلم جميع النصوص الشرعية الواردة الاجتماعية واستقصاءها وجمعها علي صعيد واحد ، قارب بينها وجدها تتلاقى علي المفهوم  الأتي :
( لقد ولد الناس كل الناس أحرار . وحريتهم في الحياة مكفولة ومقيدة بالشرع في كل شيء ) فذا اصدمت بالحق او بالخير سواء اكن خير الفرد أو خير العائلة أو خير المجتمع فان الحرية الفردية تقف وتنكمش وتتقيد عند حدود الحق والخير هذه فلسفة الحرية في الإسلام ، والفرق الواضح بينها وبين فلسفة الحرية الغربية أن الغربية تعتمد في تحديد الحرية والقانون ، وفروع القوانين المقيد للحرية مختلفة فليس لها أصل جامع واعتبر مصادمة الحرية الشخصية للحق أو الخير كل الخير عل إطلاقه ( سواء بالنسبة الي الفرد ، أو العائلة أو الي المجتمع الخاص والمجتمع الإنساني العام ، بل الحيوان والنبات النافع ) سببا تقديرها .
مشكلة الفوضى الأختلافية :   
إننا في مجال العمل والتطبيق نري قوانين الأمم الغربية التي تحد من الحرية الأخلاقية تختلف في مدي شمولها عن مفهوم الحرية في الإسلام .
فالزنا : في كل الأديان وعند كل العقول السلمية الحكيمة شيء قبيح ومضر ومرذول ، ولكنه في مفهوم الحرية عند الغربيين لا يكون ممنوعا الا عندما تمنعه القوانين ، والقوانين الغربية لا تمنع الزنا الا في ثلاثة أحوال : عندما تكون المرآة متزوجة ، وعندما تكون الفتاة قاصرة ، عندما تكون الفعل بالجبر ، فيما عدا ذلك فان الزنا المستور والغزل الداعر المفضوح ، ولو علي الطريق العام مباحان يحميها القانون . أما الإسلام فانه بمقتض مفهوم الحرية عنده يمنع الزنا بإطلاق لأنه : أولا ضد الحق لأن الزانية تؤذي أبها وأخوتها أخونها ، فتدل الأولين وتشمل الحق أخوتها بالتزوج من الرجال الراغبين عن المرآة الحسناء في المنبت السوء .
ثانيا : لأنه ضد الخير ويؤذي شخص الزنا بمها ويقتل مستقبلها في الحياة ، ويذلها ويؤذي المجتمع عندما يقذف اللقطاء أنفسهم .
المسير: في كل الأديان السماوية وعند كل العقول السلمية الحكيمة شيء قبيح ومرذول ، ولكنه في المفهوم الحرية الغربية مباح بعض الإباحة  لأن القانون لا يمنعه منعا مطلقا بل يحميه من موارد الدولة .
أما في مفهوم الحرية في الإسلام فان الميسر ممنوع بإطلاق لأنه ضد الحق والخير وذا لم يكن بديها انه ضد الحق علي اعتبار ان المقامرة تحصل عن تراضي بين الكاسب والخاسر فمن البديهي إنها ضد الخير الشخصي للفرد لا نها تحترم الأولاد والزوجة من مال الزوج الذي به قوام عشيهم ، وهي بالتالي ضد الخير العام . بل دع اليسر جانبا ، وخذ السرف والسفه والتبذير : فكل الأديان السماوية العقل الحكيمة متفقة علي أنها شيء قبيح ومهلك ولكنه في مفهوم الحرية عند الغربيين مباح لكل إنسان أن يصرف أمواله ويبذرها في أي سبيل شاء . ولا يمنع الا من بيع أملاكه أما في مفهم الحرية في الإسلام فان السفيه المبذر ويحجر علي شرعا وتوقف كل تصرفاته المالية لان تبذير السفيه هو ضد الحق بما يؤدي إليه من حرمان الأولاد والزوجة من المال الذي به قوام حياتهم ولأنه ضد الخير الخاص بما يؤدي إليه من إفقار المبذر وإذلاله وضد الخير العام بما يؤدي إليه من تقويض العائلة . والعائلة إحدى خلايا المجتمع (  ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) .
بل ذهب الإسلام الي ابعد من هذا في تطبيق مفهوم الحرية عنده فمنع علي الفرد أن يبدد أمواله كلها حتي في سبيل الخير لأن هذا التبديد هو ضد الأولاد والزوجة والعائلة . فأوقف حرية الفرد في الوصية عند حدود ثلث ما يملك وما زاد علي الثلث فهو للورثه .
والسكر بالخمور أو بالمخدرات : هو في كل الأديان السماوية وعند عقول السلمية شيء قبيح وضار ومرذول ولكنه في مفهوم الحرية الغربية مباح في الخمور ممنوع في المخدرات مع أن علة المنع تكاد تكون واحدة وهي الضرر الصحي والأخلاقي للفرد والعائلة والمجتمع .
أما في  مفهوم الحرية في الإسلام فان الخمور التي تخمر العقل وتسكره والمخدرات التي تخدر العقل وتعطله كلها ممنوعة لأنها ضد الحق ، حق الأولاد من حيث ان عقل الرجل وجسده ليسا ملكا له وحده ، فيهما حق لأولاده الذين يرثون منه عقلا مخبولا معولا ، فيهما حق العائلة الذي قومه سلامة عقل رب البيت أمر خيرها وسعادتها ومعيشتها . ومثل هذا يقال في كل ما يؤدي الإنسان في ذات نفسه أو عائلته أو غيره ، بل فيما يؤدي الحيوان فضلا عن الإنسان : فان الإسلام الذي سبق القوانين الغربية الحديثة الي الرفق بالحيوان ومن نواحي آخر تبيح ضروبا من القسوة معه ، لمجرد للهو والتسلي كمصاريف الثيران وتحريش الديكه ، في حين ان الإسلام منع كل ضروب القسوة مع الحيوان ، ونهي عن اتخاذ الحيوان غرضا للتسلي عن إغاثة الحيوان المحبوس الجائع أو العطشان الذي لا يجد ماء . وهكذا قل عن كل ما يدخل في باب الخير الإنسان والرحمة فإذا استعمل الفرد حريته في عمل إيجابي ، أو موقف سلبي فأدي استعماله لهذه الحرية الي منافاة الحق والخير كان آثما .
بقلم : حمزة الظاهر :الدعوة ؟ العدد 1754 ؟ 10 جمادي الاولى 1421 ه-10 اغسطس 2000 م

عدد التعليقات: 0
الرابط المختصر : 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق