الجمعة، 6 يونيو 2014

الليبرالية بين المبادئ والممارسات !

بين المبادئ والممارسات !
إن لليبرالية اليوم مبادئ عامة ولهم ممارسات , وثمة فرق بين هذه المبادئ التي ينادون عليها , وبين ممارساتهم لتحقيق هذه المبادئ النظرية إذ أن المبادئ هي النظريات أما الممارسات فهي وسائل تحقيق هذه النظريات .
ولذا سنفرد كلا منهما ذكرا ونقدا .
المبادئ العامة لليبرالية :
ليس من الطرح العلمي أن نستقي مبادئ منهج ما – إذا أردنا الحكم عليه – من كلام النقاد الذين أخذوا منهج التنظير والنقد لهذا المبدأ , ولذا عمدت إلى مصادر شتى في بحثي هذا تكون من كتبهم تارة ومن مواقعهم تارة أخرى ومقالاتهم ثالثة ,وندواتهم رابعة وهكذا !
أولا : الحرية والمساواة :
" إن الحرية والمساواة هما أهم دعامتين للفكر الليبرالي على أن يكون مفهوما أن الأولوية يجب أن تكون دائما للحرية ولكن دون تضحية غير مقبولة بالمساواة" . وتلاحظ كلمة غير مقبولة فهناك تضحية مقبولة بالمساواة التي زعموا أنها ركن الليبرالية ولا أدري أي بيت هذا الذي يقوم على ركن واحد !
ثانيا : فالليبرالية مبدأ علماني بحت أي مبدأ لا يقوم إلا على سلخ الدين من جوانب الحياة المختلفة :السياسية والاقتصادية والثقافية ...إلا فيما يتعلق ببعض الجوانب الأخلاقية النظرية وفي أوساط محدودة جدا !
يقول مؤلف كتاب من أجل الإصلاح السياسي ما نصه : القانون هو عمل الدولة وهو مسئولية رجال السياسة , أما الأخلاق والدين فهما مجال الأفراد والمجتمع المدني ... فالفرد ومبادئه والمجتمع وقيمه في المنزل وفي المدرسة وفي المسجد وفي الكنيسة وفي الجمعيات !! ا.ه
ولاحظ قوله " أما الأخلاق والدين " فالدين عنده محصور في المنزل والمدرسة والمسجد والكنيسة والجمعية !!
أما الدولة فالله عنده – سبحانه و تعالى – عاجز أن ينزل دينا يصلح لها في كل زمان ومكان ! عندهم الله يعلمنا آداب الخلاء ويغفل منهج الحياة المتكامل !! إنكم لتقولون على الله قولا عظيما .
ويقول أيضا في ذات المصدر: ومن هنا تؤكد الليبرالية أنها مفهوم " بشري " "مدني " بعيد عن المطلقات سواء باسم الدين أو العلم أو التاريخ . ا.ه. 
ثالثا : أنها ذات فكر فردي النزعة :
" وإذا كان الفكر الليبرالي يبدأ من ضرورة الاعتراف بالفرد وبمجال خاص له يستقل فيه وتظهر فيه قدراته الإبداعية فإنما يرجع ذلك إلى موقف عام من الفرد والجماعة ! فالفكر الليبرالي يرفض الأفكار الموروثة والتي ترى أن للمجتمعات غايات محتومة – غيبية أو غير غيبية – وأن الفرد مسخر لتحقيق هذه الغايات , ..... وأن الفرد يسعى إلى تحقيق ذاته ومع سعيه المستمر وراء غايات وأهداف خاصة به وهي متغيرة دوما مع تغير الظروف في ضوء مدى ما يحققه من إنجازات أو يصادفه من إخفاقات ! 
وتحت عنوان : الآليات ( النظام الاقتصادي ): فالفرد قادر على معرفة مصالحه ولا يحتاج في الغالب إلى وصاية عليه من أحد , وليس هذا فحسب بل إن سعي الأفراد لتحقق مصالحهم الخاصة سوف يؤدي – بشكل عام – إلى تحقيق الصالح العام ...ا.ه
رابعا : مبدأ التداول للسلطة :
يقول مؤلف من أجل الإصلاح السياسي: ففيما يتعلق بممارسة السياسة : يجب أن يتم ذلك من خلال أدوات الديمقراطية السياسية وضمان المساءلة للحكام , وتداول السلطة في ظل دولة القانون التي تحترم الحريات الأساسية للأفراد. ا.ه
بل وأصرح من هذا يذكر في المصدر نفسه : فإن الديمقراطية الليبرالية تعني إمكان التغيير السلمي في السلطة من فئة إلى أخرى بين الحين والحين وتنطوي هذه الخاصة على أمرين, الأول : هو ضرورة التغيير وتداول السلطة , والثاني أن يتم التغيير بشكل سلمي ووفقا للإرادة الشعبية .... فإذا كان النظام لا يؤدي إلى التغيير أصلا وإلى استمرار نفس الحكام لفترات طويلة : فإن ذلك يعني أن هناك خللا ما في شكل النظام ..... حتى قال : عدم التغيير قد لا يكون راجعا إلى خلل في الإجراءات السياسية المتبعة بقدر ما هو راجع إلى ضمور الحياة السياسية وغلبة اللامبالاة السياسية وضعف الحياة الحزبية ...ا.ه .
ويقول أيضا ص20 : فالمجتمع الليبرالي لا يتعامل مع حكام من الآلهة أو من أنصاف الآلهة وإنما يتعامل مع مجموعة من البشر العاديين الذين يخطئون ويصيبون وهي لا تعترف بدوام للسلطة أو تأبيدها , فالأصل هو تداولها .
وما سبق عدم اعتراف لسيادة الحكام وسلبهم حقهم وفضحهم من أجل الأمور الدنيوية .
خامسا : نظرية التقدم :
وهو عندهم :الأمل الذي لا حدود له ولا منتهى لغايته !!
ومعناه : إمكانية التحسين المستمر في ظروف الحياة , أي التخلص وتخفيف أسباب النقص والقصور.... وإذا وصل الإنسان إلى الكمال فهذا يعني أيضا انعدام الحاجة إلى التغيير وعندها يتوقف التقدم ويضيع الأمل !.....الديمقراطية هي في نهاية الأمر اعتراف بحدود قدرات الإنسان وقصوره ..... ولكن رفض الليبرالية لفكرة المدينة الفاضلة لا يرجع إلى فضيلة التواضع لدى الليبرالية ... ولكن الأمر عندهم ينطوي على تشكيك كبير في صحة هذا الادعاء نفسه : بإقامة الجنة على الأرض !


هذه أبرز أركان الليبرالية من حيث الناحية النظرية .
أما من حيث الممارسات التي تمارسها الليبرالية لتطبيق الجانب النظري فهم يستترون خلف أكثر من قناع بالنظر للاختلافات من زمان لآخر أو من مكان لآخر أو من سلطة لأخرى !
لكن لو نظرنا إلى الاتجاه السائد نستطيع أن نعرف ممارساتهم في الجملة لا بالجملة , إذ أن كثيرا من الأمور تكون خلف الكواليس وتحاك خيوطها بليل ,وإنني إذ أتكلم سيكون حديثي عن وسائلهم المعاصرة في المملكة وقد باتوا يفتخرون بتسميتهم ليبراليين والمتأمل يلاحظ هذا في منتدياتهم ومواقعهم على الشبكة .
• وعموما فإن وسائلهم يمكن تلخيصها بما يلي:
ممارسة أساليب التزلف للقادة وتصنع الغيرة على الوطن. 
ومن أمثلة ذلك المزايدات المكشوفة حيال بعض الموضوعات كـ(الوطنية) و إعطاء التصور بأنها (الوطنية) حكراً على أصحاب الفكر الليبرالي، وأنهم أحرص الناس على مصالح هذا الوطن ، ومحاولة اتهام كل من خالفهم بعدم حب الوطن ,كما قال أحدهم معدداً مآثر القوم (وتحدثوا عن الوطن والوطنية، وعَلَم البلاد وهيبتها؛ يوم كان بعضهم يحرم ذلك ) 
وهذا الأسلوب قد مارسه أشباههم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً, فقد كان عبد الله بن سلول يقوم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة حين يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخطبة، فيقول" هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم، أكرمكم الله و أعزكم به، فانصروه وعزروه، واسمعوا له وأطيعوا" ثم يجلس، فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخطب، وكان من أمره أن فعل ذلك في الجمعة التي أعقبت معركة أحد فقام ليقول ما كان يقوله من قبل، فأجلسه المسلمون بثيابه وقالوا : اجلس يا عدو الله فلست لذلك بأهل وقد فعلت ما فعلت . 
الدعوة إلى الفساد تحت مسمى الإصلاح . 
يرى الليبراليون اليوم في كثيرٍ مما لديهم من دعواتٍ إفسادية إصلاحاً , ويصفون من يخالفهم بالتشدد والتكفير , حتى قال قائلهم وهو يصف العلماء و الدعاة الذين عارضوا ما وقعت فيه بعض الوزارات من خطأ بقوله : ( حتى أوصلهم ما وصلوا إليه من تشدد وتكفير، وجرأة وصلت إلى التكتل الهائل ضد قرارات الدولة وخططها التطويرية والإصلاحية، وما الموقف المتشنج من قرار وزارة العمل بتشغيل النساء في محلات الأدوات النسائية عنا ببعيد) وكذلك فهم يعتقدون بأن الإصلاح لا يتم إلا إذا تخلت الأمة عن ماضيها وانسلخت عن دينها و ( أدارت ظهرها بالكامل نحو المستقبل ), 
و قد وُجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فئةٌ يرون في ما يمارسون ويدعون إليه إصلاحاً ,{و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} (البقرة 11) ولكن لما كان ما يزعمونه إصلاحاً هو في الحقيقة عين الإفساد , فقد رد الله عليهم بقوله {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} ( البقرة 12 ) 
التحالف مع أعداء الإسلام في الداخل و الخارج . 
أما داخلياً , فلا يخفى على أحد ما يمارسه أصحاب الفكر الليبرالي من تعاونٍ مع بعض الطوائف و الفرق المناوئة لمنهج أهل السنة و الجماعة وحضورٍ لمنتدياتهم و المشاركة فيها ويحتجون بأن ذلك هدفه تعزيز الوحدة الوطنية , ويصورون منع هذه الفئات من ممارسة طقوسهم و شعائرهم إنما هو نوع وصاية من طائفة معينة ذات مذهبٍ وفكرٍ معين ,وإقصاءٌ لا مبرر له وقد كان من أشباههم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يدافع حتى عن اليهود, فقد ورد في قصة غزوة بني قينقاع أنهم وبعد نقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم فنزلوا على حكمه في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏ , فعند ذلك قام عبد الله بن أبي بن سلول فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو ولم يرى مسوغاً لقتلهم وقال‏:‏ يا محمد، أحسن فـي موالي وكـان بنـو قينـقاع حلفـاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرر ابن أبي مقالته فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درعه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏(‏أرسلني‏)‏، وغضب حتى رأوا لوجهه ظُللاً ، ثم قال‏:‏ ‏‏(‏ويحك، أرسلني‏)‏‏.‏ ولكنه مضى على إصراره وقال‏:‏ لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة ‏؟‏!! 
وأما خارجياً فإنك لن تجد عناءً كبيراً في إثبات مدى التعاون القائم بين هؤلاء الليبراليين و بين أعداء الأمة من الدول الكافرة, بل كل ما عليك هو الرجوع إلى بعض التقارير التابعة لبعض مراكز البحوث الغربية و التي تنادي بدعم هذه الفئة واستغلال أنشطتها و منابرها لنشر الديمقراطية الغربية .


بل وكلمة إحدى سيدات الأعمال – الأخت الفاضلة حصة العون حفظها الله - على قناة من القنوات الفضائية حول دعم بعض السفارات لها ولأمثالها لأكبر دليل على ذلك ,مما أثار حفيظة الليبراليين في المملكة خاصة وأن تصريحاتها جاءت متزامنة مع ذلك السجال الذي كان دائرا ضد الشيخ الفاضل سعد البريك من قبل مجموعة من الليبراليين – قينان الغامدي - فجاءت هذه التصريحات لتخرس ألسنتهم : ( أن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .
استخدام الإعلام كوسيلة فاعلة في ذلك !
إن :(الدعاية الإعلامية للعولمة الليبرالية هي جزء من الحرب في المعركة الحضارية بيننا وبين الرأسمالية المتوحشة التي تقدم لنا تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والأممية السياسية ...... ولا يمكن أن يصبح الذئب حملا ..... إن الرأسمالية اليوم تخوض حربا إعلامية شرسة للسيطرة على العالم فهناك إحصائيات تشير إلى أن أمريكا اليوم تمتلك 65 بالمئة من المادة الإعلامية العالمية وهذا يسهل عليها رفع وترويج شعارات للاستهلاك والتخويف واستغلالها في أساليب التصعيد ضد الخصوم ) .
( إن مخاطر الغزو الإعلامي والتوجس منها ليست محصورة على الدول الصغيرة فحتى فرنسا لها نضال أمده ضد الأفلام الأمريكية وتطور حديثا إلى صراع مرير وما زالت فرنسا تحد من عدد الساعات التي تخصص للمواد الأمريكية في أجهزتها القومية ! ) .
استغلال الأخطاء التي يقع فيها بعض المنتسبين للدين لتشويه صورة جميع المتدينين جميعاً, واتهامهم بأنهم يستغلون الدين لأهداف أخرى. 
فكما لا يخفى,فإن الليبراليون قد استغلوا ما وقع من أحداث إجرامية ,ارتكبها فريقٌ من الجهلة الغالين وشرذمة من الضالين , للنيل من الدعوة والدعاة و المتدينين جميعاً ووصفهم بأنهم ( تيار "الإسلام السياسي", وأن هذا التيار بدأ تكوين نفسه بعد أحداث "الحرم المكي" مباشرة قبل أكثر من ربع قرن، عندما التقى الفكر التنظيمي للإخوان المسلمين مع التراث الفقهي المتشدد للمدرسة السلفية التقليدية السعودية " و أنه " لا يريد الإعلان عن نفسه تحت صفة سياسية فبحث عن دثار يغطيه وانتشر انتشار النار في الهشيم، فمجتمع المملكة شعب مسلم بالفطرة، والدولة قامت أصلاً على الشريعة الإسلامية، فاستغلَّ التيار هاتين الحقيقتين واستثمرهما استثمارا منقطع النظير، حيث تغلغل تغلغلا هائلا في المدارس والجامعات والمساجد والأسواق والمناهج المدرسية والجامعية ومختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها، واستخدم كل الوسائل المتاحة، وسائل الإعلام كلها، النشرات والمطويات، الأشرطة، المخيمات، المراكز.. الخ"،" وأن " التيار السياسي ودعاته لم يدعوا شيئا إلا وأسلموه وحشروا الدين فيه حشرا أو حشروه في الدين ابتداء من المرأة وشؤونها، وانتهاء بشكل الرجل ولباسه وحديثه، " و أن "خطأ في الحسابات قد حدث فانفلت الشباب من عقال التنظير الكثيف، إلى ميدان التطبيق العنيف، ) 
ومثله التشنيع على بعض المؤسسات الإسلامية – هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سبيل المثال لا الحصر – من خلال تصيد الأخطاء وتضخيمها لتنفير الناس من هذه الشعيرة العظيمة .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94134

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق