الجمعة، 6 يونيو 2014

الليبرالية حقيقتها وآثارها

أحبتي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فهذا كتيب صغير الحجم , أرجو أن يكون كبير النفع فيما يتعلق بالليبرالية حقيقتها وآثارها ولعله يصدر قريبا فأردت أن أعرضه على الأحبة لعلمي بفضلهم وجميل رأيهم وأنهم لن يبخلوا على بالنصيحة والمسلم قوي بالله ثم بإخوانه ضعيف بنفسه , فمن وجد خيرا فليدع بظهر الغيب ومن وجد غير ذلك فليسد لنا النصح وإنا قابلو الحق إن شاء الله .
وسوف أعرضه على أجزاء فإني أرى أن ذلك أمتع للنفس وأسهل للقراءة والله الهادي إلى سواء الصراط .

الجزء الأول :

الليبرالية
حقيقتها وآثارها

بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد .
فلقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ : فطوبى للغرباء) !
قالوا ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : (أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) .
ولقد لاحت بوادر هذا الحديث الصحيح في الأفق , والمتأمل اليوم يجد حربا ضروسا على الإسلام وأهله ويشعر بالواقع الذي يخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أهله ومعارفه فكيف بنا كلما ابتعدنا شرق الأرض وغربها ؟
وإن مما ابتلي به المسلمون اليوم هو تلك الحرب الآخذة في الانتشار متمثلة في الزحف الليبرالي - على حد تسميتهم - , وهذه الحرب ليست بالبساطة التي يتوقعها البعض ! ولتوضيح هذه المسألة فإن فكرة هذه الحرب تبدأ باستبدال مصطلحات شرعية بأخرى ذات دلالات مغايرة بهدف التلبيس على الناس وتهوين شأن هذا البلاء في نفوسهم , أو للهروب من الصفات المترتبة على انطباق بعض المصطلحات الشرعية في حق من يتبنى ذلك الفكر, مثل ما توصف به فاحشة الزنا في بعض البلدان بأنها (تجارب عاطفية) , أو ما توصف به الخمر من أنها ( مشروبات روحية ) ,أقول تبدأ بالمسميات لتنتهي بالانسلاخ التام من الدين –والعياذ بالله - رافعين في ذلك شعار الحرية والمساواة.
وقد من الله علي بأن يسر لي هذا الموضوع الذي دفعني إلى البحث في مختلف الكتب سواء كتب المؤيدين أو المعارضين لأقف على حقيقة هذا النهج المعاصر فأقول وبالله التوفيق :
ستكون البداية بإذنه تعالى : بتعريف الليبرالية ثم بالحديث عن نشأتها وتطورها , ثم بالتعريج على الفرق بينها وبين العلمانية , ومن ثم الكلام على المبادئ التي ترتكز عليها وبعدها بذكر الممارسات العملية لتطبيع المجتمع على هذا المنهج , وسيكون ثمة عنوان :بين النقد والتناقض متعلقا بما سبق , ثم آثارها ووسائل التصدي لهذا الهجوم وكيفية التعامل معه , وأخيرا نماذج من كتابات الكتاب وسنأخذ جريدة الجزيرة أنموذجا , ونختم بالمراجع التي استفدنا منها في هذا البحث .

أولا:تعريف الليبرالية :
إن من المصطلحات الحادثة على مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ما يعرف بمصطلح الليبرالية (LIBERALISM) , وهو في الأصل مصطلح غربي المنشأ ، مشتق من الحرية , وعند البحث في الموسوعات وجدت أنهم لم يتفقوا على تعريف جامع وموحد لليبرالية إذ أن الصورة غير واضحة تماما حتى عند مؤيدي هذا الفكر, فهم مختلفون حول مضمونه الحديث لكن وجه الاتفاق بينهم : يكمن في معنى الحرية والانفكاك من القيود , وسأسوق التعاريف المختارة عند غالبهم فتعرَّف بالمعنى الحديث بأنها فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد على الحرية والمساواة وإتاحة الفرص .
أما مراد وهبة ففي "المعجم الفلسفي"، يذهب إلى أنها "نظرية سياسية ترقى إلى مستوى الأيديولوجية، إذ تزعم أن الحرية أساس التقدم، فتعارض السلطة المطلقة، سواء أكانت دنيوية أو دينية" .‏ 
وهناك من عرفه بأنها :مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي . وهناك تعاريف كثيرة أخرى كلها تدور حول معنى الانفلات المطلق من كل قيد إلا من قيد القانون وفي أضيق الحدود سواء كانت الحرية المطلقة في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو ...أو.. , وبمعنى آخر هي الاعتراف للفرد لمجال خاص يتمتع فيه باستقلال ولا يخضع فيه لغير سلطة القانون . إلا أن السمة البارزة في هذا الانفكاك : هي في الميدانين الاقتصادي والسياسي , 
النشأة والتطور :
إن الجذور الفكرية لما يسمى بالليبرالية يمتد إلى العهد اليوناني والممارسات الديمقراطية في المدن الإغريقية ثم في العديد من المدن التجارية الإيطالية في العصور الوسطى وعصر النهضة – كما يحلو لهم أن يسموه – حتى وصل إلى ما وصل إليه في عصرنا هذا .فالفكر الليبرالي (Libralisme) لم يبلوره مفكر واحد في عصر واحد، بل اشترك في وضع أصوله العديد من المفكرين في أزمنة وأمكنة مختلفة، حتى صارت له أسسٌ تشمل نواحي الحياة في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية،وبما أننا نتكلم عن الليبرالية المبكرة فيجدر بنا أن نبين أن الليبرالية بالمفهوم القديم :
هي الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية فقط . 
وأحد المذاهب الرئيسية لليبرالية المبكرة هو التمرد ضد الحكومات التي تقيد الحرية الشخصية ولذا فقد أوحت الليبرالية المبكرة بالثورة الإنجليزية عام 1688م وبالثورة الأمريكية عام 1775م وبالثورة الفرنسية عام 1789م وقد أدت الثورات الليبرالية إلى قيام حكومات عديدة تستند إلى دستور قائم على موافقة المحكومين ! 

الجزء الثاني : ما الفرق بين الليبرالية والعلمانية ؟

( حواشي ) :
الموسوعة العربية العالمية (21/ 247)
مجلة الفكر السياسي العدد 21 السنة الثامنة .
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ( 2/ 1135)
قلت : على سبيل المثال ففيما يتعلق بالحرية الثقافية : وجدنا عند بعضهم أبيات غاية في الكفر كقول أحدهم فيما سماه ديوانا عبارة : نافذتي أوسع من ثغر الله !! وقائل يقول : لقد أطعت الله حتى ظننت أنني أغضبت الشيطان والله معا !! ولما يناقش أحدهم يقول : ربك رب قلوب , فنزع من حيث لا يدري ربوبية الله من أعمال الجوارح مع أن الحديث قد صح بلفظ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم , وهكذا تتوالى التأويلات على المرء حتى يبتعد – عافانا الله وإياكم – عن الإسلام , وقد نصحنا أصحاب بعض التأويلات : فقال مدللا على صفاء قلبه : أنه لو أراد أن يلحس أرض الحرم لفعل قربة !! مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأم سلمة كلاهما طاف راكبا , وليس في هذا الفعل مزية فترك ما ينبغي من احترام الله إلى ما لا ينبغي بل إلى ما يحرم . وهذا يدلك على التغريب الذي وصل إلى المسلمين فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
من أجل الإصلاح السياسي ص 17 وفيه : أنهم يرضون بسلطة قانون قاضي الأرض ولا يرضون بشريعة رب السماء !
المصدر السابق ص 16
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94134

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق