الجمعة، 6 يونيو 2014

أشرف الغمري : لماذا سقط الليبراليون السعوديون ؟

التجربة الليبرالية في المملكة من منظورهم الخاص !
لماذا سقط الليبراليون السعوديون ؟
أجاب على هذا السؤال فارس بن حزام وأسوق كلامه من موقع العربية على الشبكة:

الجمعة 25 فبراير 2005م، 16 محرم 1426 هـ

النتيجة الأولى التي يخرج بها المتابع للانتخابات البلدية في منطقة الرياض: الليبراليون السعوديون لا يمثلون إلا أنفسهم، وليسوا سوى بضعة آلاف لا تقدر على إدارة نفسها، ولا تجد من يقدر مشروعها! والأعجب أنهم لم يقتنعوا طوال الفترة الماضية بقلتهم التي لا تستند إلى قاعدة شعبية، ولا تلقى حتى مجرد التعاطف من غير المقترنين بمشروعها. ولعل نتيجة الانتخابات تزيح الغشاوة عن أعينهم، ليروا الحقيقة التي طالما رفضوا الاقتناع بها، وحاولوا ترويج مقولة «الغالبية الصامتة»، وهي مقولة كان مطلقوها يزعمون وجود غالبية في المجتمع السعودي تؤمن بدورهم، ولكنها لا تجرؤ على الإعلان عن ذلك، خشية رد فعل الإسلاميين.
الآن، وقد انتهت نتائج الاقتراع، وخرجوا بنتيجة صفرية، هل سيقتنعون بعدم وجود مثل تلك الغالبية الصامتة التي كانوا يتخيلونها؟
عليهم أن يعرفوا حقيقة مستوى أدائهم ومكانتهم في الداخل، فتلك الغالبية الصامتة التي كانوا يراهنون عليها جانبتهم تماماً وذهبت إلى الجانب الآخر - المرشحين الإسلاميين - مع أن أحداً لم يجبر تلك الغالبية المصوتة على سلوك الطريق إلى صندوق الاقتراع، أو أرهبها من مغبة التصريح بأي رؤية هي ربيبة لذلك لتيار.
الانتخابات في الرياض كانت صادقة، ومرآة صافية تعكس واقع المجتمع المحافظ، فليبرالي واحد لم يتمكن من الوصول إلى المجلس منتخباً من أهل المدينة، والآن ليس أمام الفئة الخاسرة إلا أن يكون من نصيبها أحد المقاعد السبعة المنتظرة في قرار التعيين من السلطة السياسية.
والحقيقة التي يحاول تجاهلها بعضهم، هي أن المجتمع السعودي متدين بالفطرة، وهذا التدين قد لا يكون تديناً إسلامياً، بقدر ما هو تدين اجتماعي، ومن شأن هؤلاء المتدينين اجتماعياً، إن خُيروا بين فريقين أحدهما ليبرالي، وآخر إسلامي، فبكل تأكيد سيجنحون إلى الأخير، لأنه الأقرب إلى نمطهم الاجتماعي المحافظ، وإن كان متشدداً بالنسبة إلى هذا النمــط، إلا أنه لن يقـــبل فكر آخر يجـــهله كلياً.
أزمة الليبراليين السعوديين أن المجتمع لا يثق في مشروعهم، وقد لا يكون ذلك لسلبيته، بقدر ما هو عجز في الأسلوب والخطاب المسوق له. وهذا المجتمع بطبيعته يصعب اختراقه، وعمل كهذا يحتاج إلى تكتيكات معينة لم يتبنها الحراك الليبرالي يوماً، بل يذهب هذا الحراك في كثير من آلياته مذهباً صدامياً مع الثوابت الاجتماعية. وبعيدا عن صدق هذه الثوابت من عدمها فإن التعرض لها بذلك الفعل الصدامي لا ريب أنه سيحدث رداً سلبياً، يوفر فرص النجاح أمام الطرف الآخر في السباق - الإسلاميين - من خلال تجييش المجتمع ضد الأفكار الليبرالية، وإقناعهم بأن ما ينادي به الجانب الليبرالي ما هو إلا تغريباً للمجتمع، ولذا لا غرابة من تغلغل عبارات داخل المجتمع تشتغل على إقصاء الليبرالي، تحمله تهمة «العمالة للغرب»، وهي التهمة غير السليمة، ولكنها متداولة على كل حال.
وعلى رغم أن الأقليات في السعودية - من حيث الانحدار الجغرافي - أثبتت قدرتها على التنظيم لمشروعها وتحقيق مكتسبات في سباق الانتخابات، وهذه حال عامة في ثقافة الأقليات، إلا أن الحال لم تكن كذلك في وضع الأقلية الليبرالية، إذغاب عنها التنظيم، وافتقدت الرؤية السليمة في استدراج أصوات الناخبين.
على الضفة الأخرى أثبت الإسلاميون أنهم كائنات سياسية تجيد الفنون التنظيمية، وتحسن إدارة أي حملة تريدها، وقد بدت كلاعب أساسي رائع في الجولة الأخيرة. الواضح تماماً، أن هناك تحضيراً إسلامياً أكثر تنظيماً، وهذا ما لم يستوعبه الليبراليون.
في جانب آخر، كانت هناك «دهشة إسلامية» تجاه النظرة الشرعية للانتخابات والممارسات الديمقراطية في صورة عامة. ففي السابق كان ينظر إلى الانتخابات على أنها غير جائزة شرعاً، وتندرج ضمن قائمة المحرمات. فجأة تغيرت الحال وتبدلت، وأصبحت هذه التجربة تتسم بالإباحة الشرعية، وانطلق بعض الإسلاميين إليها في صورة سريعة، وقادوا فريقاً ناجحاً في التنظيم والحشد، حقق أول النجاحات لمصلحته في مسابقة منطقة الرياض. حال الذهول هي نتيجة طبيعية تجاه الموقف الشرعي، وتحوله المرن من التحريم إلى كونها ضرورة شرعية، وهو أمر يقود إلى التفاؤل بوجود بحبوحة شرعية مستقبلاً تجاه بعض المشاريع المغيبة،لكونها مدرجة ضمن قائمة المحرمات.
في هذا الشأن، وأخيراً، فإن الإسلاميين مدينون إلى الليبراليين بالشكر والتقدير، لكونهم الوحيدين الذين نادوا بالانتخابات، في وقت كان التيار الإسلامي يرفض ويحرم مثل هذه الممارسات السياسية الواجبة، وها هو قد كسب نتيجة نزال لم يبحث عنه مطلقاً.
* نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية

وماذا بعد الممارسات ؟!
ما سبق كان لمحة سريعة عن الليبرالية بصفة عامة , ثم عرجنا على رؤى الليبراليين السعوديين- ومن منظورهم الخاص - حول تجربتهم في المملكة ,والآن ينبغي أن نعرض ما سبق من مبادئ وممارسات هذا التوجه على ميزان الشريعة السمحاء , لننظر ما الآثار المترتبة على المجتمع المسلم المحافظ ؟ فنقول وبالله التوفيق إن هناك الكثير من السلبيات التي يمكن أن تقع بسبب هذا الفكر لكن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1) صبغ المجتمع بالصبغة العلمانية : فالليبراليون يفتخرون بكونهم يفصلون الدين عن مناحي الحياة , ذلك أن أول جدار تصطدم به العلمانية ومنه الليبرالية جدار الشريعة السمحاء !
فنحن المسلمين : نرى أن الله أنزل لنا منهج حياة متكامل : في جميع المجالات , وهو صالح لكل زمان ومكان , وقادر على حل مشكلات البشرية , ولا يتعارض مع الواقع بل نحن ننظر بمنظار فقه الواقع لكن في ضوء الكتاب والسنة لا بدفن الكتاب والسنة .
ومن قال غير هذا فقد اتهم ربه بالنقص إذ لو كانت الشريعة ناقصة لكان منزلها كذلك !!والله منزه عن النقائص والعيوب سبحانه وتعالى !
أما الليبرالية فهي تزعم الحرية والمساواة كما نقلنا عنهم وهذا ينبني على قاعدة جائرة : الغاية تبرر الوسيلة !!
وعلى سبيل المثال : فلو كانت مصلحة الفرد في الربا والشريعة تعاقب عليه بالحرب من الله فلكي يخرجون من هذا التعارض فيقومون بإقصاء الشريعة لأنها بظنهم الفاسد تقف حجر عثرة أمام حرية الشخص ومصالحه ويتركون للفرد حرية إدارة اقتصاده كما يحلو له بشرط بارد ألا يعتدي على حقوق الآخرين !! فهم بذلك وهذا مسألة أخرى يكذبون الله تعالى في قوله :
(وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )
فوصف الربا بأنه ظلم واعتداء على مصالح الغير فمن نصدق ؟ الله ومن أحسن من الله قيلا , أم أذناب فوكوياما وكونستانت ؟؟

2) تجريد المجتمع من شعائر الدين : ففي مجال العقيدة يزعمون الحرية وهي عندهم بمعنى إسقاط كل سلطة تقيد الممارسة الدينية للأفراد مهما كان دينهم , ومهما كانت طريقتهم ! فلو خرج رجل ووضع صليبه على قارعة الطريق وسجد له فلا يحق للنظام – فضلا عن الأفراد – الاعتراض عليه , وهذا لا يوجد في الإسلام ... نعم لهم الحق في ممارسة شعائرهم في بيوتهم ونحوه لكن دون إظهار ذلك والافتخار به أمام المجتمع المسلم .
وفي مجال الحرية الاجتماعية : إسقاط كافة القوانين التي تعيق من الحرية السلوكية للأفراد فللفرد ممارسة ما شاء من العلاقات والتحرر من جميع الواجبات الاجتماعية إن شاء دون أدني وازع من دين أو خلق فالضابط له : الرغبة الشخصية بشرط : ألا يتعدى على حدود الغير !
وما سبق إذا كان يسقط قوانين الله فهو يتضمن ضياع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من باب أولى .
3) صدم الشعوب بالحكام : وذلك باستغلالهم لأخطاء بعض المنحرفين وتضخيمها وبالتالي التحريض عليهم من جهة , ومن جهة أخرى تحريش الشعوب ضد مؤسسات الدولة بسبب الأخطاء الواقعة ببعضها فتسقط قيمة هذه المؤسسات وتبدأ عمليات الاستغلال والسرقة وانتهاك الحقوق ....الخ .


4) التمكين للأعداء :
فعلى مر التاريخ فإن أعداء الإسلام كانوا يخترقون الدول الإسلامية عن طريق أمثال هؤلاء المنافقين لأنهم غالبا ما يقفون على أخص خصوصيات الدول فلا تبقى شاردة ولا واردة إلا علمها أعداء الإسلام , مثلما حدث في دخول التتار لبغداد فلولا مؤامرات الروافض وإعانتهم لجنكيز خان وتفريغ حدود الدولة من المرابطين ثم إبلاغه بذلك وغير ذلك مما هو مذكور في بابه لما استطاع أن يدوس على أرض الدولة الإسلامية وكل ذلك في لحظة غفلة من المسلمين عما يحاك ضدهم .
5) ربط الناس بالمناهج المستوردة في حل المشكلات بدلا عن المنهج الشرعي – كالإضرابات والمظاهرات .... - لأن الليبرالية قامت على الثوروية ضد الدول شأنها في ذلك شأن الممالك الغابرة التي كانت تقوم على الانقلابات والاغتيالات !! خلافا للمنهج الإسلامي السلفي تحديدا الذي نتبع فيه إمامنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فالنبي بدأ بالدعوة دون أن تسال قطرة دم واحدة حتى لا يتحدث الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بالسيف ! حتى الصحابة لما جاءوا قبل الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله ! لو أنا ملنا على أهل منى ,وحرفوا بأيديهم يريدون القتل ! وكان المشركون يدخلون منى بلا سلاح , فيستتب الأمر في مكة لرسول الله خلال ساعات ويسترح الصحابة من العناء الذي كانوا يلقونه من المشركين !! فقال بأبي هو وأمي : لم أمر بهذا !! ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )
وانظر إلى حال أولئك ففي الموسوعة العربية العالمية : (21/247) تحت عنوان الليبرالية المبكرة : كان حق التمرد ضد الحكومة التي تقيد الحرية الشخصية أحد المذاهب الرئيسية لليبرالية المبكرة . وقد أوحت الأفكار الليبرالية المبكرة بالثورة الإنجليزية عام 1688م وبالثورة الأمريكية عام 1775م وبالثورة الفرنسية عام 1789 م !! ا.ه .
تاريخ بدئ بالثورات وإن شئت فقل الانقلابات والاغتيالات,الثوروية أصل أصيل من مبادئه !! أما عندنا نحن أهل الإسلام : فالعلاقة علاقة مناصحة لا مفاضحة وتصحيح لا تجريح , قال عبد الله بن مسعود للذين أرادوا الخروج على عثمان رضي الله عنه لما زاد من جنس الصلاة في الحج : قال لا تخرجوا عليه الخلاف شر !
فيا ترى : أي الفريقين أحق بالأمن ؟؟
6) إلهاء الناس عن تحكيم الشريعة :
والتي قال الله فيها : " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " فتأمل معي كيف سمى الله الحكم بأوامره عبادة وهذا معنى فقده كثيرون فحصروا العبادة في الصلاة والصيام , مع العلم بأنه نظام لا يثق أصحابه به !
يقول ونستن تشرشل : إن الديمقراطية هي أسوأ نظام ولكنها أفضل أسوأ الأنظمة المتاحة . فإذا كان هذا رأي أصحابه به , فهل هو جدير بالتطبيق في مقابل الشريعة الغراء وإشغال الناس بمثله ؟؟
7) أنه نظام يضفي الاضطراب على مؤسسات المجتمع :
يقول المؤلف في المصدر السابق ما نصه : فدول تأخذ بنظم الانتخاب الفردي بالأغلبية المطلقة ودول أخرى بالقوائم النسبية أو المطلقة , ودول تعرف مجلسا وحيدا , ودول تعرف مجلسين ودول تحدد هذه المجالس النيابية بخمس سنوات وأخرى أكثر أو أقل ودول تأخذ بالنظام البرلماني وأخرى تأخذ بالنظام الرئاسي وكل هذه النظم تتفق مع الفكر الديمقراطي والعبرة في نهاية الأمر هي باختيار النظام الملائم الذي يؤدي إلى كفاءة الحكم واختيار أفضل العناصر. ولذلك فإن مناقشة قضية الديمقراطية ليست فقط في مناقشة المبدأ وإنما هي بالدرجة الأولى في مناقشة أشكال الديمقراطية المناسبة ا.ه.
قلت : وهذه التجارب والنقلات من طرق لأخرى تكلف الكثير ماديا ومعنويا وترتكب خلال هذه التحولات أخطاء وأخطاء حتى إذا ظن الناس أنهم اقتربوا من الإصلاح إذ بهم يفاجئون بنقلة أخرى وهكذا دواليك .
فهذا النظام مجرد رسوم ونظريات لم يفلح أربابها في تحقيقها حتى اليوم فكيف نقدم أصحاب هذا الفكر ليتولوا زمام أمور ليسوا لها بأهل ؟؟
وإذا كانوا عاجزين عن تحديد أشكال التطبيق للوصول إلى مآربهم فكيف يريدون قيادة الأمة وإيصالها للأمل المنشود ؟؟
فواعجبا من حالنا كيف آلت الأمور إلى ما آلت إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله : يقبلون كل نظام , وهم على استعداد لتجربة كل وسيلة إلا وسيلة واحدة وهي الدين الحنيف ؟
فعندهم ثقة عمياء بكل ناعق إلا ربهم وخالقهم الذي يقول ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
فمتى سيقبلونه دينا صالحا في مجالات الحياة أجمع ؟
عندما يطبقه الغرب وينادون به ؟؟
8) أنه أمركة – إن صحت اللفظة – وتغريب للمجتمع في شتى ميادينه : لأنه يبني مبادئه ورؤاه على الطريقة الأمريكية وإنك ليزيد عجبك إذ تراه – هذا النظام – يفرق بين المتماثلات ويجمع بين المتضادات , فعلى سبيل المثال في مسألة السلطة يقول أحدهم : ( كذلك ينبغي الإحساس الدائم بأن التغيير ممكن حتى وإن لم يكن مطلوبا فترة أو فترات . وهكذا لا يتعارض مع جوهر الديمقراطية أن يستمر حزب في الحكم لسنوات طويلة يفوز فيها في دورة انتخابية بعد دورة وهكذا . فبقاء الحزب الجمهوري في رئاسة الجمهورية الأمريكية لأكثر من ثلاث دورات أمرا لا يتعارض مع الديمقراطية وقل مثل ذلك بالنسبة لحزب المحافظين في انجلترا مادام أن المسلم به أن الأحزاب الأخرى قد تفوز يوما ما وقد نجحوا بالفعل في فترات متلاحقة في الوصول إلى الحكم . أما إذا احتكر حزب مقاليد الحكم كما هو الحال في المكسيك في نهاية القرن العشرين لجيل بعد جيل دون أن يتمكن حزب آخر من الوصول إليه فأن ذلك يعني خللا ما ا.ه
فالفارق هو الإحساس !!مع أن كلاهما متربع على عرش الرئاسة !!
والسؤال الذي فات الدكتور المؤلف : هل يعقل أن دولة مثل أمريكا تعداد سكانها قرابة ثلاثمائة مليون نسمة ليس فيها سوى حزبين فقط؟
فهل يستطيع الدكتور الجواب على هذا ؟؟
9) أنه نظام يربي أفراده على السلطوية القاسية : من حيث يشعرون أو لا يشعرون ! فعلاوة على مثال التناقض في الحرية المزعومة أضيف مثالا آخر عليه :وهو أنهم عندما تصل الحرية إلى الحد التي تطالب فيه بتطبيق شرع الله فهنا يتدخلون ليمنعوا الشعوب من حقها المختار التي رضيت به كاسرين بذلك صنم الحرية المزعومة , ويعللون بأن هذه الشعوب لا تدري أين مصلحتها بعد أن كرروا – وقد ذكرت هذا مرارا – عبارة الفرد لا يحتاج إلى وصاية من أحد ... الفرد يحكم عقله وهذا الذي سينجح المجتمع و....و.... الخ !
وهذا داعية من دعاتهم يقول : ( وهكذا فالديمقراطية الليبرالية لا تستطيع أن تتجاهل " الحرية الجمهورية " وضرورة المشاركة السياسية عبر الانتخابات وتداول السلطة وقيام المسئولية ولكنها لابد وأن تحترم في نفس الوقت الحقوق الأساسية للأفراد بحيث لا يمكن التطاول عليها أو المساس بها ولو باسم الأغلبية ).
قلت : وعلى كلامه فهب أن الغالبية رأت أن الانتخابات مرفوضة في مجتمعها , فحتى لو كانت هذه رغبتها وأنها لا تريد مناهجا مستوردة فلا يحق لها الرفض وينزع الخيار من أيديها ليوضع في (يد القانون دستوري الليبرالي الذي يحمي الحريات وهو الحكم والفيصل الأخير ).
وسائل التصدي للزحف الليبرالي:
1) التفريق بين طبقات الليبراليين : فكثير ممن شاهدناهم يقول هو ليبرالي وينادي بها لكنه في وسطه يختلف تماما عن هذا التوجه فبعضهم يظن أن الليبرالية:جواز كشف الوجه مثلا !! لكنه لا يرضى في بيئته أن يأتي الناس ليصافحوا ابنته ونحو ذلك , وبعضهم من أهل صلاة الفجر , بل وبعضهم لعلك لو نبهته تنبه ولا يخطر بباله أن هذا المنهج سب لله ولرسوله واتهام الدين الذي جاء من عندهما بالنقص والقصور. فإن حصل هذا اختلفت وسائل دعوة كل فريق .
2) ينبغي على العلماء وطلبة العلم القراءة في مضامين هذا النهج والتبحر فيه والتوسع بحيث يمكن مناظرة أولئك المنادين به فهذا من أعظم الجهاد ولكل عصر سمته ولم يصب من قصر الجهاد على السنان وأغفل دعوة الإيمان , بل إنني أرى أن هذا العصر أشبه ما يكون في شبهاته بعصر القول بخلق القرآن بل أعظم لأن ذلك العصر كانت الشبه واحدة والدعاة محدودون ! ولكن في عصرنا تكالبت الأمم والشبهات والشهوات على المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون .
3) الرد على أولئك في الصحف وفي المنتديات التي لا تحجب بواسطة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والندوات ...
4) الرفع لولاة الأمر عن مثل هؤلاء ليتم تطبيق حكم الله فيمن تجاوز وظلم وتعدى , والأخذ على يد السفهاء منهم بالجلد والتعزير أمام العامة وهذا مثل فعل عمر لما أتاه أصيبيغ فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في كذا وكذا من صفات الله ؟؟ فقال أنت ؟ وكان قد بلغه من بعض الصحابة ما بلغه عنه فضربه ثلاثة أيام وبعد كل مرة يرميه في القليب حتى تأدب فلما كانت الفتنة بعد موت عمر قالوا له اخرج فقد جاء وقتك ! فقال : أدبني العبد الصالح ..
5) منع هؤلاء من الكتابة في الصحف والتضييق عليهم ولو بالحجر وهذا علاج نبوي آخر أو بالتغريب ولعمر الله ما يقولونه أشد عند الله من الزني والقذف فمن يركب الفواحش فهذه من جنس المعاصي , أما من يحارب الله ورسوله ويقصى دينه ويلبس على الناس دينهم ويناقش في مسلمات الدين فهذا هو الكفر والعياذ بالله .
6) العناية بالوسائل الإعلامية مثل القنوات الفضائية الإسلامية والوسائل السمعية والمقروءة صحفا كانت أو مجلات أو على الشبكة لتغطية الفراغ الموجود في الساحة وملئ الجانب الاجتماعي المتعلق بالشباب والمراهقين حتى لا يقعوا في حبال هؤلاء القوم ..
7) فضح مخططاتهم وتدليسهم على الناس – بالمحاضرات مثلا - :
فكثيرا ما يقولون : لم يخبرنا التاريخ عن أية حروب وقعت بين دول تأخذ بالنظم الليبرالية فهي نظم تأخذ بالحوار .... الخ فيكشف تلبيسهم على العامة فنقول :
وماذا نسمي الحرب العالمية الثانية ؟؟؟
وماذا نسمي الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ؟؟؟
هل هذا من مقتضيات الليبرالية المزعومة ؟؟؟
هل هذه قدرتها على التسامح والتعايش مع مختلف القيم ؟؟

وبهذا يكون قد انتهى هذا البحث المتواضع راجيا بذلك الأجر من الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
alghamri1@gmail.com
أشرف الغمري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق