السبت، 5 أبريل 2014

تجربة مبتعث

إسمي محمد العبيد, مبتعث لأمريكا في ولاية يوتاه , في مدرينة أوريم. تخصصت في مجال تقنية المعلومات لحبي لجميع متعلقات التقنية والكمبيوتر بشكل عام, والإصلاح والتحليل والمنطق بشكل خاص. عملت في هذا المجال لعدة سنوات في إحدى الشركات السعودية, وذلك مازادني اهتماما بتقنية المعلومات. ليس التخصص بالسهل المطلق أو الصعب المطلق, ولكن يعتمد ذلك على الاهتمام المسبق قبل الدراسة بالمجال, حيث أن أغلب المتخصصين في تقنية المعلومات هم من المهتمين بهذا المجال ولديهم معومات مسبقة, ولكنهم أرادوا الاستزادة والتوثيق بشهادة جامعية خصوصا من بلد كأمريكا والذي يعتبر مصدر هذه التقنيات.
كان هناك تخوف بطبيعة الحال من مبدأ الاغتراب والابتعاد لفترة طويلة عن الأهل والأصدقاء أو المحيط الذي اعتدت العيش والاستقرار فيه, ولكنني استجمعت قواي وشجاعتي وتوكلت على الله سبحانه وتعالى وقمت بالذهاب إلى مدينة لم يوجد بها إلا أربعة من الطلاب السعوديين هم من سبقوني إلى هناك. بطبيعة الحال, أصبحنا كالعائلة الصغيرة وأصبحنا نشد من أزر بعضنا البعض للتقدم في مسيرتنا التعليمية وأهدافنا التي اغتربنا من أجلها.
كانت الفكرة العامةقبل ذهابي هناك بأنني سوف أجد معاملة قاسية وأن علي أن أتحمل ذل العنصرية من المواطنين هناك. إضافة على ذلك, كنت متخوفا جدا من أن أعامَل بشكل سيء في المطارات والأماكن الرسمية الأمريكية, ولكن النتيجة كانت عكس ذلك تماما فتعاملهم هناك تعامل إنساني, يحترم كيانك وشخصيتك وثقافتك التي أتيت منها إلا في بعض الحالات النادرة , ولكل قاعدة شواذ!
من حسن الحظ, كانت الولاية التي ذهبت إليها معقولة التكاليف إلى حد ما, ولكنني فعلت مالم يفعله كثير من الطلاب السعوديين والخليجيين عموما هناك وهو البحث عن عمل يساعدني في تحمل التكاليف, حيث أنني لم أرد أن أرهق كاهل أسرتي بتكاليفي المعيشية هناك, ولله الحمد كانت المكافئة وراتبي يكفيانني وزادة في تحمل المصاريف.
من السلبيات التي رأيتها هي انبهار وانغماس البعض في المجتمع الخارجي كليا ضاربا بقيمه وتعاليم دينه عرض الحائط. نعم, عيش التجربة بكل زواياها هو شيء جيد بكل تأكيد, ولكن من المهم على الشخص الإبقاء على شخصيته البيئية والدينية التي قدم منها. من الإيجابيات مما رأيت هو اهتمام معظم الطلاب بشحصيتهم الدينية بل والتمسك بها وممارستها والاعتزاز بها سواء كان ذلك بإظهار مشاعر الدين الحنيف من خلال العروض داخل الصفوف الدراسية أو بالمعارض التي تقيمها الجامعة للطلاب الدوليين.
من أهم النصائح التي أقدمها للطالب المبتعث الجديد هي عدم الاكتراث بحديث من حوله ممن يحاول إيهامه بعدم تحقيق مايريد أو بصعوبته. هذه فرصة ذهبية عليه استغلالها بكل تفاصيلها وأخذ الجيد من تلك الحضارة ونبذ مايخالف ديننا وعقيدتنا. أنصح الطالب أيضا من أول يوم له هناك أن يطالعة المدينة التي سوف يقضي فيها بضع سنوات قد تكون الأجمل في حياته, وأن يتفقدها ويقرأ عنها عن طريق الانترنت, كذلك الجامعة وذلك أهم. يجب عليه أيضا أن يبقي الدافع والحماس الذي أتى به مشتعلا من البداية حتى النهاية, فمن كانت بدايته محرقة, كانت نهايته مشرقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق